للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهذا أيضا حديث لا يكاد يثبت ولو ثبت لم يلزم به حجة لما صح أن أبا هريرة قال: سجدنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في {إذا السماء انشقت}، و {اقرأ باسم ربك}، وأبو هريرة إنما لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - في (٩٨ م/أ) السنة السابعة من الهجرة، وأما حديث زيد بن ثابت: (قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - (والنجم) فلم يسجد فيها، فإن أبا داود روى هذا الحديث في كتابه، وقال: كان زيد الإمام فلم يسجد، والمعنى أن التالي كان زيدا، فحيث لم يسجد هو لم يسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت: والحديث محتمل إلى غير ذلك من الوجوه، وهو أن نقول: إذا صح عندنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد فيها، نحمل الأمر حيث تركها على أن عارضا منعه من ذلك، فلعله كان على غير وضوء، ولعله كان في وقت يكره فيه السجود، ويحتمل أن الحكم عنده يومئذ كان على اختيار من التالي إن شاء سجد، وإن شاء ترك.

[٧١٣] ومنه حديثه الآخر: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: رأيتني الليلة .. الحديث، الرجل الذي رأى هذه الرؤيا هو أبو سعيد الخدري، وقد روي عنه هذا الحديث.

ومن باب أوقات النهي

(من الصحاح)

[٧١٤] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر- رضي الله عنه-: (لا يتحرى أحدكم) الحراة والساحة والعقوة الناحية، وكذلك الحرى بالقصر وفتح الحاء، يقال حريت الشيء أي قصدت جانبه، وكذلك تحريت، وتحرى فلان بالمكان ليتمكث، وفلان يتحرى الأمر أي: يتوخاه ويقصده، ومنه قوله تعالى: {فأولئك تحروا رشدا} أي توخوا وعمدوا. ويحدث الرجل فيقول: بالحرى أن يكون كذا، وهذا الأمر محراة لذلك أي: مقمنة، مثل محجاة، وما أحراه مثل ما أحجاه، وأحر به مثل أحج به، ويقال: هو حري

<<  <  ج: ص:  >  >>