الحصن منظر العين في ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقرة وجعلت تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امراته: هل رأيت مثل هذا قط، قال: لا والله، قالت: فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فأسرج، وكب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له: حسان، فخرجوا معه بمطادرهم فتلقتهم خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذت أكيدرا وقتلوا أخاه حسان. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وصاهم: ألا تقتلوه وابعثوا به إلي، فبعثوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، ثم إنه أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.
ومن باب الصلح
(من الصحاح)
[٢٩٧٧] حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا:(خرج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية في بضع عشرة مائة) إنما قيل: عام الحديبية وغزوة الحديبية لنزول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صد عن البيت بذلك الموضع. والحديبية من الحل، وإليها ينتهي حد الحرم، وفي الباء منها التخفيف لا غير، وقولهما:(في بضع عشرة مائة) قد قدمنا من بيانه ما وقعت به الغنية عن الإعادة.
وفيه (حل، حل) حل: زجر الناقة إذا حثثتها على السير، وهي بالتسكين، فإن وصلتها بأخرى نونت الأولى، والمحدثون يسكنونها في الوصل وليس بشيء.
وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنه - (أن حل ليوطئ ويؤذى، ويشغل عن ذكر الله) يعني أن زجرك بقولك [١٢٠/ب]: حل عند الإفاضة إلى المشعر يوطئ الناس ويؤذيهم، ويشغلك عن ذكر الله.
وفيه (خلأت القصواء) خلأت الناقة خلأ وخلاء بالكسر والمد، أي: حرنت وبركت من غير علة، كما يقال في الجمل: ألح، وفي الفرس حرن، وأما القصواء فقد بينا المراد منها في باب الحج.