أي: اشتكى أنفه من البره، فهو أنف على القصر، والمد فيه خطأ، والبعير إذا كان أنفًا للوجع الذي به ذلول منقاد، أي سبيل سلكوا به فيه اتبع وأي مناخ وعر ناب أنيخ عليه استناخ.
قال أبو عبيد: كان الأصل في هذا أن يقال: مأنوف: لأنه مفعول به، كما قالوا: مصدور ومبطون، وجميع ما في الجسد على هذا، وجاء هذا الحرف شاذاً، والله أعلم.
ومن باب الغضب والكبر
(من الصحاح)
[٣٨٣٨] حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- (أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني، قال: لا تغضب ..) الحديث.
قلت: قد كان - صلى الله عليه وسلم - مكاشفاً بأوضاع الخلق عارفاً بأدوائهم، يضع الهناء مواضع النقب، يأمرهم بما هو أولى بهم، فلما استوصاه الرجل، وقد رآه ممنواً بالقوة الغضبية لم ير له خيراً ان يتجنب عن دواعي الغضب، ويزحزح نفسه عنه.
[٣٨٣٩] ومنه حديثه الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (ليس الشديد بالصرعة).
الصرعة على مثال الهمزة: الذي يصرع الناس [١٦٣/ب].
حول المعنى فيه من القوة الظاهرة إلى القوة الباطنة، وقد سبق القول فيه.