قلت: ويحتمل أنه قال هذا القول على وجه البيان، لقوله:(إنها ليست بنجسة) والمعنى أنها تطوف عليكم في منازلكم ومساكنكم [فتمسحونا بأيديكم] وثيابكم، ولو كانت نجسة لأمرتم بالمجانبة عنها والاحتراز عن مماستها وتخلية البيوت عنها، وهذا المعنى أشبه بنسق الكلام.
[٣١٧] ومنه حديث جابر- رضي الله عنه-: (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتوضأ بما أفضلت الحمر ... الحديث) أفضلت، أي: أبقت من فضالة الماء الذي تشربه، وهو مثل أسأرت من السؤر. قلت: وأصحاب الحديث لم يذهبوا إلى العمل بهذا الحديث ذهابهم إلى العمل بحديث أبي قتادة، وذلك لمكان اختلافهم في الجرح والتعديل. فربما كان الحديث ثابتا عند قوم متروكا عند آخرين. وكلمة (بما) في الموضعين بمعنى بالذي وقد رواه بعض الناس بالمد في الموضعين ولا أراه إلا تصحيفا.
ومن باب تطهير النجاسات
(من الصحاح)
[٣٢١] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- (دعوه وأريقوا على بوله سجلا أو ذنوباً من