[١٧٠٣] حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(تعوذوا بالله من جهد البلاء): الجهد- بفتح الجيم- مصدر قولك: اجهد جهدك في هذا الأمر، أي: ابلغ غايتك، والجهد- أيضاً- المشتقة، يقال: جهد دابته وأجهدها: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها، وتأويل (جهد البلاء) عند العلماء: أنها الحالة التي يمتحن بها الإنسان حتى يختار عليها الموت ويتمناه.
[١٧٠٤] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس:(وضلع الدين، وغلبة الرجال).
وقد فرناه في الباب الذي قبل هذا الباب.
ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عائشة- رضي الله عنها- (فتنة الصدر):
أراد: ما ينطوي عليه الصدر من غل وغش وخلق سيء وعقيدة غير مرضية- نعوذ بالله منها.
وفيه:(ومن شر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر).
فتنة الغني: أن يلهيه عن الحق ويطغيه وما أشبه ذلك، وفتنة الفقر: أن يحمله ذلك على ما لا تحمد عاقبته من قول أو فعل أو سوء كفر، وبقية الحديث تفسيره فيما مضى.