فيحتمل أنه جعله في هاتين النعمتين تبعا لأبيه، ويحتمل أن بعض الرواة قد عده فيه.
وهذا الحديث يرويه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعمر بن أبي سلمة ضعيف عند بعض أهل الجرح والتعديل.
ومن باب مناقب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته
(من الصحاح)
[٤٦٩٣] حديث علي- رضي الله عنه- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(خير نسائها مريم بنت عمران ... الحديث). الضمير في الأولى عائد إلى الأمة التي كانت فيهم مريم، وفيه الثانية إلى هذه الأمة، ولهذا كرر القول من أولها؛ تنبيها على أن حكم كل واحد منهما غير حكم الآخر، وكلا الفضلين كلام مستأنف.
وإشارة وكيع- الذي هو من جملة رواة هذا الحديث- إلى السماء والأرض منبئة عن كونهما خيرا ممن هو فوق الأرض، وتحت أديم السماء. وهو نوع من الزيادة في البيان، ولا يستقيم أن يكون تفسيرا لقوله:(خير نسائها)؛ لأن إعادة الضمير إلى السماء غير مستقيم فيه، ثم إنهما شيئان مختلفان، والضمير راجع إلى شيء واحد.
[٤٦٩٤] ومنه: قول جبريل- عليه السلام- في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: (وبشرها ببيت في الجنة من قصب ... الحديث). القصب: كل عظم مستدير أجوع. والقصب أيضا أنابيب الجوهر، وقد فسر القصب في هذا الحديث بلؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف.
وقوله:(لا صخب فيه) الصخب: الجلبة والصياح، يريد أن ليس فيه شاغل يشغلها عما تحت وتهوى، ولا تعب يصيبها.
ويحتمل أن قوله:(فيه) يتعلق بتحصيله وترتيبه، أي: لا يكون في تحصيله وترتيبه شيء من ذلك، كما يكون في بناء أبنية الدنيا وإصلاح منازلها.