[٨٩٣] حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي ? لبلال عند صلاة الفجر:(يا بلال حدثني) الحديث. قلت: سأله عن أوثق أعماله وأحقها بالرجاء عنده، وأضاف الرجاء إلى العمل؛ لأنه هو السبب الداعي إلى الرجاء، والمعنى أنبئني عن أعمالك بما أنت أشد رجاء فيه.
وفيه (سمعت دف نعليك) أي: حسيسها عند المشي فيهما، واراه أخذ من دفيف الطائر إذا أراد النهوض قبل أن يستقل، وأصل ضربه بجناحيه دفيه، وهما جنباه فيسمع لهما حسيسها عند المشي فيهما، وأراه أخذ من دفيف الطائر إذا أراد النهوض قبل أن يستقل، واصله ضربه بجناحيه دفيه، وهما جنباه فيسمع لهما حسيس، وقد روي ذلك من وجوه مختلفة الألفاظ متفقة المعاني، ففي حديث بريدة (ما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشتك أمامي) وحديث بريدة هذا في هذا الباب.
وفي رواية أخرى قال لبلال:(ما دخلت الجنة إلا سمعت له خشخشة) أي: حركة لها صوت، وفي رواية (يا بلال ما عملك فإني لا أراني أدخل الجنة فأسمع الخشفة فأنظ إلا رأيتك)، والخشفة: الحس والحركة، تقول منه خشف الإنسان يخشف خشفاً، وخشف الثلج وذلك في شدة البرد يسمع له خشفة عند المشي وهذا شيء كوشف به ? من عالم الغيب في نومه أو يقظته وفي حديث بريدة بم سبقني إلى الجنة، ونرى ذلك والله أعلم عبارة عن مارعة بلال إلى العمل الموجب لتلك الفضيلة قبل ورود الأمر عليه وبلوغ الندب إليه وذلك مثل قول القائل لعبده [١١٥/ب]: يسبقني إلى العمل أي: يعمل قبل ورود أمري عليه، ومن ذهب في معناه إلى ما يقتضيه ظاهر اللفظ فقد أحال؛ فإن نبي الله ? جل قدره أن يسبقه أحد من الأنبياء إلى الجنة؛ فضلاً عن بلال، وهو رجل من أمته.