قلنا: لم ننكر ذلك؛ ولكن للتفاوت الذي يقع بين المرفوع والموقوف في المرتبة لا نزمع] بذلك مع أن قول القائل:(وهي في السماء السادسة) يحتمل أنه أدرج في الحديث من قول بعض الرواة لا من قول ابن مسعود. ومن الدليل على ذلك أن هذا الحديث روي عن ابن مسعود من طريق أخرى، وليس فيها (وهي في السماء السادسة).
وفيه:(إذ يغشى السدرة ما يغشى) قال: (فراش من ذهب)، فإن قيل: كيف التوفيق بين قوله هذا وبين قوله في غير هذا الحديث: (فغشيها أنوار لا أدري ما هي)!
قلنا: قوله ذلك يشير إلى أنها لا تشبه الأعيان المشهودة المستحضرة في النفوس، فتنعت لهم بذكر نظائرها، ولا تضاد بين القولين؛ لأن فراش الذهب كان أيضا مما غشيها، مع احتمال أن يكون ذلك من قول الصحابي أورده مورد البيان؛ لأنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر تساقط الفراش على مواقع تلك الأنوار التي غشيها بعد قوله:(إذ يغشى السدرة).
وفيه:(وأعطى خواتيم سورة البقرة): ليس معنى قوله: (أعطى) أنها أنزلت عليه، بل المعنى أنه استجيب له فيما لقن في الآيتين من قوله:{غفرانك ربنا} إلى قوله: {أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} ولمن يقوم بحقها من السائلين.
وفيه:(وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا) يريد بالمقحمات: الذنوب التي يستحق بها صاحبها دخول النار:
ومن الفصل الذي في المعجزات
(من الصحاح)
[٤٤٤٦] قول أبي بكر- رضي الله عنه- في حديثه:(فرفعت لنا صخرة) أي: ظهرت، وأذيعت، والأصل فيه تقريب الشيء، ومنه رفعت إلى السلطان. وفي حديث النجاشي:(فرفع لي سريره).