للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: (وأنا أنفض ما حولك) يريد: أتجسس الأخبار من كل وجه، تقول: نفضت المكان واستنفضته وتنفضته إذا نظرت جميع ما فيه، ومنه النفضة وهم الجماعة يبعثون في الأرض هل فيها عدو أو خوف، وكذلك النفيضة نحو الطليعة: قالت سلمى الجهنية ترثي أخاها أسعد:

يرد المياه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إذا اسمأل التبع

وفيه: (فحلب في قعب كثبة من لبن) القعب: قدح من خشب مقعر، والكثبة من اللبن قدر حلبة، وقيل: ملء القدح من اللبن.

وفيه: (يرتوي فيها) رويت من الماء بالكسر وارتويت وترويت كله بمعنى.

وفيه: (فوافقته حتى استيقظ). قلت: اختلف رواة كتاب البخاري في هذبن اللفظين أعني (فوافقته حتى) فمنهم من يرويه: (فوافقته حين) بتقديم الفاء على القاف [٣٠٩]. وحين التي هي للظرف. والمعنى: وافق إيتائي إياه حين استيقظ، وكذلك وجدناه فيما يعتد به من نسخ البخاري، ومما يشهد لهذه الرواية بالصحة ما روي في بعض طرق هذا الحديث من كتاب مسلم: (فوافقته وقد استيقظ).

ومنهم من يرويه على ما ذكرنا في تقديم الفاء مع حرف حتى، أي: وافقته فيما هو اختاره من النوم.

ومنهم من يرويه بتقديم القاف على الفاء من الوقوف، والمعنى: صبرت عليه وتوقفت في المجيء إليه حتى استيقظ. وأرى الداخل إنما دخل على من يرويه بحتى التي هي الغاية من قوله: (فكرهت أن أوقظه) فرأوا أنه كان نائما فوافقه على النوم، أو تأنى به حتى استيقظ.

والوجه فيه أنه فارقه وهو نائم، فقدر الأمر في ذلك على ما فارقه عليه، فكره إيقاظه، وذلك قبل المجيء إليه، فلما أتاه كان الأمر على خلاف ما توهمه ووجده قد استيقظ.

وفيه: (فارتطمت به فرسه) يقال: رطمته في الوحل رطما فارتطم أي: ارتبك فيه، وارتطم عدي هاهنا بالباء، وفيه: (في جلد من الأرض) الجلد: الأرض الصلبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>