للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن باب صلاة الخوف

(من الصحاح)

[٩٥٤] حديث جابر - رضي الله عنه - (أقبلنا مع رسول الله ? حتى إذا كنا بذات الرقاع) الحديث. غزوة ذات الرقاع غزاها رسول الله ? في السنة الخامسة فلقي المسلمون جمعاً من غطفان فخاف الجمعان بعضهم بعضاً، فصلى رسول الله ? صلاة الخوف وانصرف، ولم يكن بينهم حرب، واختلفت الروايات في صيغة تلك الصلاة لاختلاف أيامها فقد صلى رسول الله ? بعفان وببطن نخلة وبذات الرقاع وغيرها على أشكال متباينة بناء على ما رآه من الأحوط في الحراسة، والتوقي من العدو، وقد أخذ بكل رواية منها جمع من العلماء، وأما تسمية الغزوة بذات الرقاع، فقد روي مسلم في كتابه ما يبين ذلك روي عن أبي عامر عبد الله بن يراد الأشعري عن أسامة عن بريد عن ابي بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: (خرجنا مع رسول الله ? في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا، فنقبت قدمي وسقطت أظفاري وكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع؛ لأن الأرض التي التقوا فيها كانت قطعاً بيضاء وحمراء وسوداء كالرقاع المختلفة في اللون. قلت: وقول جابر (حتى إذا كنا بذات الرقاع) يدل على أن ذات الرقاع اسم لمكان بعينه، وحديث أبي موسى حديث صحيح، فالسبيل أن نقول: لعل أبا موسى كان في غزوة عرفت بغير ذلك الاسم، وكانوا يسمونها ذات الرقاع فيما بينهم للعلة التي ذكرها ولو اعتبرنا نحن التاريخ الذي عليه أصحاب المغازي من كون ذات الرقاع فيما بينهم للعلة التي ذكرها ولو اعتبرنا نحن التاريخ الذي عليه اصحاب المغازي من كون ذات الرقاع في السنة الخامسة فلابد من تأويل حديث أبي موسى على ما ذكرناه؛ لأنه كان من أصحاب السفينة الذين قدموا على رسول الله ? من الحبشة بعد فتح خيبر، وقد وجدت الحافظ إسماعيل الأصفهاني قد ذكر في تاريخ أيام الرسول ? [١٢٠/ب]. أن ذات الرقاع كانت في السنة الخامسة وهو من المعتبرين في هذا الشأن، فلو أخذنا بظاهر حديث أبي موسى وهو حديث صحيح، فتأويل قول جابر (حتى إذا كنا بذات الرقاع) أن نقول: تقديره: حتى إذا كنا بالمكان الذي كانت به غزوة ذات الرقاع، فسمي البقعة باسم الرقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>