التثويب: قول المؤذن في أذان الفجر- بعد قوله:(حي على الفلاح) - (الصلاة خير من النوم)؛ وإنما سمي تثويبا؛ أنه رجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة، والراجع هو ثائب؛ يقال: ثاب الرجل: إذا رجع بعد ذهابه، والمؤذن إذا قال:(الصلاة خير من النوم)، بعد قوله:(حي على الصلاة)، حي على الفلاح) فقد رجع إلى كلام يثول إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة.
ويحتمل: أن سمي تثويبا؛ لأنه وضع موضع المبالغة في الدعاء.
والتثويب- في كلامهم- ورد بهذا المعنى، والأصل في المستصرخ كان إذا بالغ في الدعاء للكشف فيما نابه- لوح بثوبه؛ ليراه من لم يكد أن يبلغه صوته؛ فيغيثه؛ فاستعمل ذلك في الدعاء إلى الصلاة؛ لأنها الأمر العظيم، والمبالغة في الدعاء إليها هي الأمر المندوب إليه؛ يقال: ثوب فلان بالصلاة: إذا دعا إليها، ولهذا أطلق التثويب على الإقامة.
ومن باب فضل الأذان، وإجابة المؤذن
(من الصحاح)
[٤٢٨] حديث معاوية- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة): يحتمل: أنه - صلى الله عليه وسلم - وصفهم بطول الأعناق؛ لما يمتد إليه أعناقهم من ثواب الله، أو: لأنهم يشرئبون يومئذ تحقيقا لطعمهم في دخول الجنة.
وقال ابن الأعرابي: معناه: أكثر الناس أعمالا. يقال:(لفلان عنق من الخير) أي: قطعة.
وقد قيل: إن طول الأعناق في هذا الحديث عبارة [٦٨/ب] عن حلو الدرجة، وحسن السابقة، والتقدم في المنزلة؛ فإن العرب تصف السادة والرؤساء بطول الأعناق حتى قال قائلهم: