[٣٦٨٥] حديث أبي هريرة عن النبي قال: (لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم ..) الحديث.
قلت: كفانا هذا الحديث دليلا على ما ذهبنا اليه في معنى قوله (أنا ابن عبد المطلب).
وفيه يدهده الخر أي: يدحرجه يقال: دهدهته فتدهده أي دحرجته فتدحرج والدحروجة: ما يدحرجه الجعل.
وفيه:(أن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية) أي: نخوتها، يقال: رجل فيه عبية، وعبية بضم العين وكسرها أي: كبر وتجبر. والمحفوظ عن اهل الحديث بتشديد الباء، وذكر ابو عبيد الهروي عن بعض أهل اللغة أنه من العبء يعني: الحمل الثقيل، ثم قال: وقال الأزهري: بل هو مأخوذ من العبء وهو النور والضياء, يقال هذا عبء الشمس, وأصله عبوء الشمس, وعلى هذا فالتشديد فيه كما هو في الذرية من الزرء بالهمز، والجوهري أورده في باب المضاعف.
] ٣٦٨٦ [ومنه حديث سمرة ابن جندب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (الحسب المال ..) الحديث
الحسب عند العرب ما يعده الرجل من مفاخر آبائه.
وأما معنى قوله:(الحسب المال) فقد قال وكيع: أراد أن الرجل إذا صار ذا مال عظموه.
] ٣٦٨٧ [ومنه حديث أبي ابن كعب سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا).
يقال عزوته الى أبيه. وعزيته الى أبيه أيضا لغة, إذا نسبته اليه فاعتزى وتعزى، قال أصحاب