للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أنه أخذ قناعاً على رأسه شبه الطيلسان، وهو الأظهر.

والآخر: أن يكون مبالغة من الإقناع أي: أطرق فلم يلتفت يميناً ولا شمالاً كيلا يقع بصره عليها وقد حلت بأهلها المثلات، وهم فيهان فصارت معلمة بمقت الله وغضبه.

وفي الحديث: أنه نهاهم أن يشربوا ماءها، وكانوا قد خمروا به عجينتهم، فأمرهم أن يعلفوها [١٦٤/ب] دوابهم، ولم يرخص لهم في الأكل منها.

[٣٨٥٥] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: (فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرح عليه ثم طرح في النار).

فإن قيل: كيف التوفيق بين قوله سبحانه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وبين هذا الحديث؟.

قلنا: تأويل هذا الحديث عندنا أن نقول: إذا لم يكن له حسنة يقتص بها ما عليه من المظالم أخذ بمظلمة صاحبهن فطرح في النار، وغفر لصاحبه خطاياه؛ لكون مظلوماً، فيصبر كأنه أخذ من المظلوم ما عليه من الوزر، وطرح على الظالم.

(ومن الحسان)

[٣٨٥٦] حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها ..) الحديث.

لتؤدن: على بناء المجهول، والحقوق مرفوع. هذه هي الرواية المعتد بها، ويزعم بعضهم ضم الدال ونصب الحقوق، والفعل مسند إلى الجماعة الذين خوطبوا به، والصحيح ما قدمناه.

(الجلحاء): التي لا قرن لها:، يقال: بقر جلح.

<<  <  ج: ص:  >  >>