وهذا وإن كان أمثل من طريق اللغة، ويدل على ذلك الضمير من قوله:(فمن أخذه بحقه)، فإن الرواية في الأول أو ثق وأكثر، والحديث إذا روى عن جمع من الصحابة على سياق واحد كان وروده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - باللفظ الذي رووه [١٦٦/أ] أقوى وأثبت، وقد رواه أبو سعيد الخدرى وحكيم بن حزام وخولة بنت حكيم- رضي الله عنهم كذلك.
والوجه فيه أن يقال: إنما أنث على معنى تأنيث المشبه به، أي: أن هذا المال شيء كالخضرة.
وقيل: معناه كالبقلة الخضرة، أو يكون على معنى فائدة المال، أي: إن الحياة به (أو) العيشة خضرة.
وأما معناه على لفظ التذكير فظاهر، أي: إن هذا المال ناعم مشتهى، شبهه بالمراعي الشهية للأنعام. والحديث مشتمل على مثلين ضرب أحدهما: للمفرط في جمع الدنيا ومنعها، الآخذ من غير حلها، فلا تزال به حتى تهلكه، والآخر: للمقتصد الذي يأخذها من حلها فينتفع بها وينفق الفضل منها، ولا يحمله الحرص على تناول ما يهلكه وإمساك ما يستضر بإمساكه.