[٢٢٣] حديث جابر:- رضي الله عنه:(كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد البراز ... الحديث).
البراز- يفتح الباء- اسم للفضاء الواسع؛ كنوا به عن حاجة الإنسان؛ كما كنوا بالخلاء والحش عنه، يقال: تبرز: إذا تغوط.
وللعرب عادة حسنة في هذا الباب وأمثاله مما يفحش ذكره، أو يستحيا منه؛ فيتعففون في ألفاظها باستعمال الكناية؛ صيانة للألسنة عما تصان عنه الأبصار والأسماع؛ أو يتنفر عنه الطباع.
وكسر الباء من (البراز) غلط، وكذلك يرويه عوام المحدثين؛ فيحرفون اللفظ والمعنى؛ فإن (البراز) - بالكسر: مصدر المبارزة في الحرب.
[٢٢٤] ومنه: حديث أبي موسى- رضي الله عنه:(كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يبول، فأتى دمثا ... الحديث).
الدمث: المكان السهل [٤٥/أ] اللين الذي يخمد فيه البول. وقوله:(ليرتد) أي: ليطلب.
قال الخطابي: ويشبه أن يكون الجدار الذي قعدت إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - جدارا عاديا غير مملوك لأحد؛ فإن البول يضر بأصل البناء، ويوهى أساسه، وهو - صلى الله عليه وسلم - لا يفعل ذلك في ملح أحد، إلا بإذنه، أو يكون قعوده متراخيا عن جذم البناء، ولا يصيبه البول، فيضر به.
[٢٢٦] ومنه: حديث أبي هريرة- رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال:(إنما أنا لكم مثل الوالد ... الحديث).