للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: (إلا ملأه زهمهم) الزهم -بالتحريك- مصدر قولك زهمت يدي -بالكسر- من الزهومة فهي، زهمة أي دسمة، وعليه أكثر الروايات فيما أعلم.

وفيه من طريق المعنى وهن، وضم الزاي مع فتح الهاء أصح معنى، وهو جمع زهمة وهي الريح المنتنة.

وفيه: (فيتركها كالزلفة) الزلفة -بالتحريك- المصنعة الممتلئة، والجمع زلف.

وفيه: (فيستظلون بقحفها). القحف في الأصل: العظم المستدير فوق الدماغ، وهو أيضا إناء من خشب على مثاله، كأنه نصف قدح، واستعير ها هنا لما يلي رأسها من القشر.

وفيه: (ليكفي الفثام) الفثام: الجماعة من الناس، لا واحد له من لفظه، وهو مهموز. والعامة تقول الفيام، بغير همز.

وفيه: (ليكفي الفخذ). الفخذ في العشائر: أقل من البطن وأولها الشعب، ثم القبيلة ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم البطن ثم الفخذ.

وفيه: (يتهارجون فيها). الأصل في الهرج القتل، وسرعة عدو الفرس، وهرج في حديثه اي: خلط.

ومعنى يتهارجون اي: يختلطون ويتفاسدون ويتسافدون.

يقال: بات فلان يهرجها أي: ينكحها، فإن قيل أوليس في هذه الأشياء الخارقة للعادة التي فوردت في هذا الحديث وغيره من أحاديث الدجال، وظهورها على يديه، مضلة للعقول ومدعاة إلى اتباع الباطل، واخلال بما أعطى الله أنبيائه من المعجزات؟ فالجواب] ١٨١/أ [أن الملعون إنما ترك وذلك، لأن في نفس القضية ما يردع المتبصر عن الالتفات إليها، فضلا عن قبولها، ثم انه لا يدعي النبوة، بل يدعي الربوبية، وهذا مما لا مساغ له في العقول، ولا موقع له من القلوب؛ لقيام دلائل الحدث في نفس المدعي، مع أنه لم يترك ودعواه حتى الزم النقض الذي لا ينفك عنه، ولا يخفى على الناظر مكانه، وهو العور الذي به

<<  <  ج: ص:  >  >>