للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: (فطعن بمخصرته في المنبر). المخصرة كالسوط، وكل ما أختصر الإنسان بيده فأكمه من عصا ونحوها فهو مخصرة.

قال الشاعر:

إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر

وفيه: (هذه طيبة). طيبة وطابة من أسماء المدينة، سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - طيبة وطابة وكره أن يسمى يثرب لما فيه من التثريب، فلما وافق هذا القول ما كان حدثهم بع أعجبه ذلك وسر به.

وفيه: (ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو).

قلت: لما حدثهم بقول تميم الداري لم ير أن يبين موطنه ومحبسه كل التبيين؛ لما رأى في الالتباس من المصلحة، فرد الأمر فيه إلى التردد بين كونه في بحر الشام أو بحر اليمن، ولم تكن العرب يومئذ تسافر إلا في هذين البحرين.

ويحتمل أنه أراد ببحر الشام: ما يلي الجانب الشامي، وببحر اليمن ما يلي الجانب اليماني، والبحر بحر واحد وهو الممتد على أحد جوانب جزيرة العرب، ثم أضرب عن القولين مع حصول اليقين في أحدهما فقال: (لا بل من قبل المشرق ما هو).

وذكر جمع من أصحاب المعاني أن (ما) ها هنا زائدة وهو حسن.

ويحتمل أن تكون خبرا، أي: ما هو عليه، أو ما هو فيه، أو ما هو يخرج منه. وفي كتب أهل اللغة في ذكر ابن قترة: حية خبيثة الى الصغر ما هي.

ومن مصطلح الأطباء في ذكر طباع العقاقير، ووصف طعم الأدوية: إلى الحرارة ما هو، إلى اليبوسة ما هو، إلى العفوصة ما هو. أي الذي عليه طبعه وطعمه كذا، أي أمر ظهوره من قبل المشرق.

] ٤١١٢ [ومنه حديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيتني الليلة عند الكعبة) الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>