[٤٢٥٢] ومنه حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (باب أمتي الذي يدخلون من الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ...) الحديث.
ألحق بالكتاب: ضعيف منكر، وإنما قلنا: ألحق؛ لأن المؤلف تبرأ في أول الكتاب عن إيراد المناكير.
وقد روى الترمذي هذا الحديث في كتابه ثم قال: هذا حديث غريب، وسألت محمداً عن هذا الحديث- يعني البخاري- فلم يعرفهن وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير [١٩٣/ب] عن سالم بن عبد الله عن أبيه.
قلت: ومدار هذا الحديث على خالد هذا.
ومما يدل على وهنه مخالفته للأحاديث التي وردت في بعد ما بين المصراعين، ومنها الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر).
قلت: وهجر مدينة باليمن، وهي قاعدة البحرين، وبينها وبين البحرين عشر مراحل، وأين مسيرة الراكب ثلاثاً عن هذه المسافة.
[٤٢٥٣] ومنه حديث علي- رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن في الجنة لسوقاً ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور ..) الحديث.
يحتمل أنه أراد بالصورة الهيئة التي يكون عليها المؤمن من تاج ولباس وزينة، ويكون المراد منه عرض الصور المستحسنة عليهن فإذا اشتهى وتمنى أن تكون صورته على تلك الصيغة هيأ الله له ذلك بالقدرة الأزلية، فيصير منطبعاً عليها.
وليس المعنى أنه يفارق جثته فيدخل في جثة أخرى، فإن تبديل الأجزاء من الشخص بأجزاء أخر لم يحشر عليها غير سائغ في حكمة الله ثم إنه مخالف للتوقيف، والوجه الأول أشبه لما في حديث أبي هريرة في صفة السوق:(فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل عليه ما هو أحسن منه)، وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه من تأويل الصورة بالهيئة التي يكون عليها.