للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٣١٤] ومنه حديث ابن عباس- رضي الله عنه-: (رأيت ليلة أسرى بي موسى رجلاً آدم طوالاً) الآدم من الناس: الأسمر والطوال بضم الطاء وتخفيف الواو: الطويل، وعليه الرواية. و (سبط الرأس) أي: شعر الرأس، وهو ضد الجعودة، يقال: شعر سبط وسبط، بكسر الباء وفتحها أي: مسترسل.

وفيه: (في آيات أراهن الله) هذا من قول الراوي، وجاء على وجه البيان، فأدرج في الحديث.

[٤٣١٥] ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: (ليلة أسرى بي لقيت موسى) فنعته، (فإذا رجل مضطرب ..) الحديث. قد جاء ضرب اللحم على ما بينا في حديث جابر، فأما [المضطرب] بمعنى الضرب، فلم نجده ولم نعلم له مساغاً [١٩٧/ب] في الباب القياسي؛ لأن الأصل في اضطراب: افتعل؛ أبدلت التاء طاء، ولم يذكر من الضرب الذي هو خفيف اللحم فعل، فيرد منه افتعل، فإن لم يكن ذلك من بعض الرواة- ظناً منه أن المضطرب يسد مسد الضرب؛ فالوجه فيه أن يكون عبارة عن الحدة التي كان قد جبل عليها، فإن من شأن الحاد أن يكون متحركاً قلقاً.

وفيه: (ولقيت عيسى ربعة).

يقال: رجل ربعة بالتسكين؛ أي: مربوع الخلق لا طويل ولا قصير، وكذلك: امرأة ربعة.

وفيه (فأتيت بإناءين ..) الحديث.

العالم القدسي يصاغ فيه الصور من العالم الحسي، ليدرك بها المعاني، ولما كان اللبن في العالم الحسي من أول ما يحصل به التربية ويرشح به المولود، صيغ عنه مثال الفطرة التي تتم بها القوة الروحانية، وتنشأ عنها الخاصية الإنسانية.

[٤٣١٦] ومنه حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بوادي الأزرق ...)

<<  <  ج: ص:  >  >>