للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٣١٩] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديثه أيضاً: (وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون).

الأصل في (أيم الله): (أيمن الله، حذف منه النون، وهو اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، ولم يجيء في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها، وتقديره: أيمن الله قسمي وإذ حذف عنه النون قيل: أيم الله، وايم الله بكسر الهمزة أيضاً.

و (أجمعون) تأكيد، ومنهم من يرويه: (أجمعين) على الحال، والرواية المعتد بها: (أجمعون) بالرفع.

[٤٣٢١] ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم) الحديث.

بين وجه الأولوية بالأخوة التي بين الأنبياء، ثم بقرب زمانه من زمانه، واتصال دعوته بدعوته وجعل ذلك كالنسب الذي هو أقرب الأسباب.

وبنو العلات: هم أولاد الرجل من نسوة شتى سميت بذلك؛ لأن الرجل الذي تزوجها على أولى قد كانت قبلها تأهل ثم عل من هذه؛ فلهذا يقال لها: علة.

وقوله: (ودينهم واحد) يريد به ما يدعون إليه من التوحيد والطاعة، وليس اختلاف شرائعهم من ذلك في شيء. ثم إن الشرائع- وإن اختلفت بحسب مصالح العباد- فإن أصولها متفقة، ومرجع الكل إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله.

(ومن الحسان)

<<  <  ج: ص:  >  >>