للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٤٦٦] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث البراء- رضي الله عنه-: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) وقد ذكرنا فيما تقدم من الكتاب أن القول ربما صدر عن صاحبه مستقيما على وزان الشعر من غير تعمد، فلا يعد ذلك عليه شعرا، ثم إنه رجز، والرجز خارج من جملة ما يتعاطاه الشعراء على الفواصل الموضوعة في العروض.

وأما وجه قوله: (أنا ابن عبد المطلب). فإنه على سبيل التعريف لنفسه لا على سبيل المباهاة، وقد رفع الله قدره وأجل أمره من أن يفتقر في إعلاء كلمته إلى من كان يعبد اللات والعزى، فضلا من أن يفتخر به، وقد كان أصحاب الأخبار من أهل الكتاب يتحدثون بأن النبي الموعود به في آخر الزمان من بني عبد المطلب وكذلك الكهان والحزءون، وأرى جماعة من أهل مكة مصداق ذلك في منامهم، فلعله أشار إلى أنه هو المخبر عنه من بني عبد المطلب.

[٤٤٦٧] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديثه أيضا: (كنا إذا احمر البأس) يريد: اشتد الحرب، من قولهم: موت أحمر، إذا وصف بالشد، وكذلك سنة حمراء.

[٤٤٦٨] ومنه ما رواه أبو هريرة- رضي الله عنه- في حديثه: (قد انتحر فلان). انتحر الرجل: إذا نحر نفسه. وفي المثل: سرق السارق فانتحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>