المختلف فيه إلى المتفق عليه، هذا وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى سكة شيئا من آلة الحرث، فقال:(ما دخل هذا دار قوم إلا أدخل عليهم الذل) وأين إيقاع الفخر والخيلاء من موقع الذل.
(ومن الحسان)
[٤٧٧١] حديث زيد بن ثابت- رضي الله عنه-: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر قبل اليمن فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في [٣٤١] صاعنا ومدنا).
قلت: لم يكن في هذا الحديث إشكال، سوى أنه جمع بين فصلين في كلم إذا تصفحهما الجاهل، عدهما من الفصول المتنافرة، ومعاذ الإله أن يظن به غير الكمال في سائر الأحوال. ووجه التناسب بين الفصلين أن أهل المد مازالوا في شدة من العيش، وعوز من الزاد، لا تقوم أقواتهم بحاجتهم، فلما دعا الله بأن يقبل إليهم بقلوب أهل اليمن إلى دار الهجرة، وهم الجم الغفير، دعا الله بالبركة في طعام أهل المدينة، ليتسع على القاطن بها والقادم عليها، فلا يسأم المقيم من القادم عليه، ولا تشق الإقامة على المهاجر إليها.
[٤٧٧٣] ومنه حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ستخرج نار من نحو حضر موت .. الحديث).
يحتمل أنها تكون رأى عين، وهو الأصل، ويحتمل أنها فتنة عبر عنها بالنار، وعلى التقديرين فالوجه فيه أنه قبل قيام الساعة؛ لأنهم قالوا:(فما تأمرنا) يعنون: في التوقى عنها، فقال:(عليكم بالشام).