بصلاة هي خير لكم من حمر النعم) الحديث، أمدكم بصلاة أي: جعلها زيادة لكم في أعمالكم، والمادة الزيادة المتصلة، وقد روي إن الله زادكم صلاة، ومن الرواة من يرويه أمدكم بصلاة، وبسائر هذه الروايات استدل من راى وجوبها واستدل أيضاً بحديث أبي أيوب عن النبي ? (الوتر حق على كل مسلم) وبحديث بريدة بن الحصين السلمي عن النبي ? (الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا)، وبحديث أبي محمد (الوتر واجب) وأبو محمد هذا هو مسعود بن أوس الأنصاري يعد في أهل بدر.
ومن ذهب إلى خلاف ذلك من العلماء فإنه استدل بحديث علي - رضي الله عنه - أنه قال الوتر ليس بحتم كهيئة الصلاة المكتوبة ولكن سنة سنها رسول الله ? ثم إنهم يحملون الأحاديث التي أوردناها على معنى التأكيد في حق السنة، ويعارضون قول أبي محمد بأقاويل من خالفه من الصحابة في ذلك ولكل وجهة هو موليها، وخارجة بن حذافة راوي هذا الحديث كان من الأبطال المذكورين، يقال إنه كان يعدل بألف فارس وهو الذي استخلفه عمرو بن العاص يوماً بمصر على صلاة الصبح حيث لم يمكنه الخروج لوجع اصابه في بطنه فأتى الخارجي رجل من بني العنبر يريد قتل عمرو، فقتل خارجة ولا يعرف له عن النبي ? حديث غير هذا. [١١٤/أ].
[٨٧٤] ومنه، حديث علي - رضي الله عنه - أن رسول الله ? كان يقول في آخر وتره (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك) الحديث.
قال الخطابي في تقرير معنى هذا الحديث: سأله أن يجيره برضاه من سخطه ومعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة فلما صار إلى ما لا ضد له وهو الله سبحانه استعاذ به منه لا غير، وقوله (لا أحصي ثناء عليك) اي: لا أطيقه ولا أبلغه حصراً وتعداداً وحقيقة المعنى الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه.