للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى مالك بن أنس هذا الحديث عن أبي نضر، عن أبي سلمه، ولم يذكر فيه سهلاً، وأرسل الحديث.

وقد روى هذا الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- مبيناً، ولفظ الحديث: (والله، ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابني بيضاء إلا في المسجد: سهل وسهيل).

قلت: وإنما حلفت، لأن الناس تماروا في ذلك؛ فمن قائل يقول بقول عائشة- رضي الله عنها- ومن قائل يرى خلافه، وقد روى عن أبي هريرة خلافه مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

والقضية الموجبة للاختلاف: هي أن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- توفي في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال؛ ليدفن بالبقيع، وذلك في إمرة معاوية، وعلى المدينة مروان، فسألت عائشة أن يصلي عليه في المسجد لتصلي عليه؛ فأبوا عليها، وقالوا: لا يصلي على الميت في المسجد؛ فذكرت الحديث.

فمن ذهب من العلماء إلى حديث عائشة: فلصحة إسناده. ومن ذهب إلى خلاف ذلك: فإنه يقول اختلف أقاويل الرواة في حديث عائشة على ما ذكرنا، وروى أبو هريرة خلافه، ثم إن الصحابة -يومئذ- كانوا متوافرين؛ فلو لم لعلموا بالنسخ، لما خالفوا حديث عائشة -رضي الله عنها-.

[١١٣٤] ومنه: حديث ابن عباس- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً .... الحديث).

<<  <  ج: ص:  >  >>