للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإسقاط حرف العلة هاهنا. [١٠٩/أ] ولو جعلناه من الإغزاء فقلنا: يغزينا على زنة يلهينا لم يستقم؛ لأن قول القائل: أغزيت فلاناً أي جهزته للغزو، ولا معنى له هاهنا.

وفيه: (فإن سمع أذانا أغار عليهم) قلت: لا يلزم من قوله هذا جواز الإغارة إذا لم يسمع أذانا، بل يحمل الأمر فيه على التثبت والاحتياط في مغزاه لاحتمال شيئين: أحدهما أن أكثر القوم كانوا أصحاب خباء يتحولون عن منزل إلى منزل فيختلف مراتع أنعامهم ومضارب خيامهم، فربما اعلم بمكان الحي ولم يأمن أن يكونوا قد تحولوا إلى غير ذلك من الأماكن أو أنذروا به فلجأوا إلى بعض المعاقل وقد حل مكانهم آخرون ممن دخل في دين اللهوإنما يتأتى ذلك من سكان البوادي دون أصحاب الحصون.

والآخر: احتمال أن يكون قد بدا لهم في الإسلام فأسلموا فكان يحب أن يستقصى في استبانة أمرهم كل الاستقصاء، وإلا فإنه لم يكن ليغير على قوم لم يتحقق منهم الكفر، أو يغير على من لم يسمع منهم الأذان.

وفيه: (بمكاتلهم ومساحيهم) المكتل: شبه الزنبيل يسع خمسة عشر صاعاً، والمسحاة كالمجرفة إلا أنه من حديد، أخذ من سحوت الشيء: إذا قشرته، وذلك لما يحي في البطن عن وجه الأرض.

وفيه (محمد والله والجيش) أي: هذا محمد والله، ومعه الجيش، أو أتانا محمد.

(ومن الحسان)

[٢٨٧٧] حديث النعمان بن مقرن- رضي الله عنه- في حديثه: (وينزل النصر) معنى ذلك ما قاله قتادة بن دعامة الراوي عن النعمان في الحديث الذي يتلو هذا الحديث: كان يقال: عند ذلك تهيج رياح النصر. قلت: ومصداق ذلك من الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم - (نصرت بالصبا).

<<  <  ج: ص:  >  >>