للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسير إلى بني قريظة) فأتاهم عصر يومه وحاصرهم خمسا وعشرين ليله فجهدهم الحصار وقذف والله في قلوبهم الرعب، فطلبوا النزول على حكم سعيد بن معاذ سيد الأوس، ظنا منهم أنه يحوط جانبهم، فلا يحكم فيهم بما يستأصل شأفتهم، فلما تواثقوا على ذلك ونزلوا، دعى سعد، وكان قد أصيب أكحله يوم الخنق فجئ به على حمار شاكيا مدمي، فلما دنا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن حضره من أوس (قوموا إلى سيدكم) يريد: قوما إليه فأعينوه لينزل برفق، فلما أتى به وجلس مجلسه من النبي - صلى الله عليه وسلم - واخبره أن القوم نزلوا على حكمه قال: فأني أحكم فيهم بأن تقتل مقاتلهم، وتسبي ذريتهم فقال: (لقد حكمت بحكم الملك) أي: أصبت حكمة فيهم، أو قضيت بقضاء ارتضاء الله ونفذه فيهم، ويروي الملك بكسر اللام وهو الأكثر والأولى لما في رواية أخري بحكم الله ويروي فتح اللام أضيف الحكم تلي الملك؛ لانه تلقاه من قلبه برسالة ربه إياه.

[٢٩٠٩] ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه-: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا قبل نجد ... الحديث) قلت: كان ذلك في السنة السادسة بعثت سرية إلى القرطاء من أرض نجد، وعليها محمد بن مسلمة فاستأسر ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه.

وفيه: (إن تقتل، تقتل ذا دم)، يحتمل أنه أراد بذلك شرفه في قومه، وأنه ليس ممن يطل دمه، بل يطلب ثأره، ويحتمل أنه أراد بذلك: إن تقتل تقتل من توجه عليه القتل بما أصابه [١١٢/أ] من دم وأراه أوجه للمشاكلة التي بينه وبين قوله (وإن تنعم تنعم على شاكر) وقد روى أبو داود هذا الحرف أعني (ذا

<<  <  ج: ص:  >  >>