[٢٩١٢] ومنه قول أبي طلحة - رضي الله عنه - في حديثة (وقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث) الطوى: البئر المطوبة بالحجارة أو غيرها، وإنما وصفه بالخبث لإلقاء تلك الجيف فيها، وقوله:(مخبث) أي: ذي خبث، أو أصحابه خبثاء، وفي الحديث (أعوذ بك من الخبيث والمخبث) أي: الذي أعوانه خبثاء كما يقال: قوى مقو، فالقوى في نفسه والمقوى أن تكون ذابته قوية، وفي حديث الدعاء يحتمل أن يكون المخبث الذي يعلم الناس الخبث، وقيل: الذي ينسبه الناس إلى الخبث.
وفي (على شفه الركى) أي: على حافة البئر، وكان الصواب فيه الركية، لأنها في التوحيد يقال: ركية، وفي الجمع: ركى، وركايا، والصحيح أنهم ألقوا في بئر واحدة لما في الحديث (قذفوا في طوى) وفي الحديث أيضاً: (فألقوا في قليب بدر) فإن قيل: كيف التوفيق بين الطوى والقليب، والقليب، البئر التي لم تطو.
قلنا يحتمل أن الراوي رواه بالمعنى، ولم يدر أن بينهما فرقاً، ويحتمل أن بعضهم ألقي في طوى وبعضهم في قليب.