وقد فسر المن في الرواية الأخرى، وقال أبو عبيد: إنما شبهها بالمن الذي كان يسقط على بني إسرائيل عفوا بلا علاج، كذلك الكمأة لا مؤنة فيها ببذر ولا بسقى.
قلت: ويستعمل المن في النعمة، ويستعمل بمعنى القطع، والذهاب فيه إلى كلا المعنيين صحيح أما النعمة فظاهر، وأما القطع فلأنه يسقط كالشيء المقطوع، ولهذا يقال للترنجبين.
[٣١٠٣] ومنه قول جابر- رضي الله عنه- في حديثه (نجني الكباث) الكباث: بالفتح: النضيج من ثمر الأراك، وما لم يونع منه فهو برير.
[٣١٠٧] ومنه حديث سعد بن أبي وقاص- رشي الله عنه- (من تصبح بسبع تمرات عجوة) الحديث.
قيل: هو تفعل، من: صبحت القوم أي: سقيتهم الصبوح، وصبحت لغة في صبحت، والأصل في الصبوح شرب الغداة، وقد يستعمل في الأكل أيضا؛ لأن شرب اللبن عند العرب بمنزلة [١٢٨/ب] الأكل.