رثاثة الهيئة، وترك ما يدخل في باب الزينة. يقال: رجل بذ الهيئة وباذ الهيئة، أي: رث اللبسة وفي هيئته بذاذة. والمراد من الحديث: أن التواضع في اللباس والتوقي عن التأنق في الزينة من أخلاق أهل الإيمان، والإيمان هو الباعث عليه.
[٣٢٤١] ومنه حديث ابن عمر- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (من لبس ثوب شهرة ... الحديث). الشهرة: ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس ويشتهر هو به، ويكون ذلك فيما لا يحل لبسه من الثياب، فإن الوعيد على المباح غير جائز، اللهم إلا أن يدخله فساد القصد، كالذي يلبس لباسا يريد به ليشهر نفسه في الناس والزهد والتقشف، أو الذي يتخذ لباسا لا يشاكل لباس أهل الدين وذوي المروءة؛ ليجعل نفسه به ضحكة بين الناس [كالمساخرة] وإن ذهب فيه مأول إلى الاشتهار بالعمل الذي يراد به المراءاة، فله محمل؛ فإن الكناية بالثوب عن العمل شائع في كلامهم.