الله ... الحديث) لم يرد بذلك أن الميت ينبغي أن يسلم عليه على هذه الصيغة، فإنه كان يسلم على الموتى فيقول:(السلام عليكم ديار قوم مؤمنين) وإنما أراد بذلك أن قولك هذا مما تحيي به الأموات لا الأحياء، لأن الحي شرع له أن يسلم على صاحبه، وشرع لصاحبه أن يرد عليه السلام، فلا يحسن أن يوضع ما وضع للجواب موضع التحية، ولا ينكر ذلك في الأموات إذ لا جواب هنالك فاستوت التحيتان في حقهم، ثم إن السلام شرع لمعاني أحدهما: المسارعة إلي أمان المسلم عليه، مما يتوهم من قبل المسلم مكروه. وإذا قال: عليك السلام لم يحصل له الأمن حصوله بتقديم السلام؛ لاشتباه الحال على المسلم عليه في الدعاء والدعاء عليه حتى يذكر السلام، وإذا قدم [١٤٧/ب] السلام تبين له الأمر من أول الوهلة، ولا مدخل لشئ مما ذكرنا في تحية الأموات وأبو جرى هذا هو: جابر بن سليم وقيل: سليم بن جابر.
[٣٤٨٤] وحديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة والسلام (السلام قبل الكلام) مداره علي عنبسة بن عبد الرحمن وهو ضعيف جدا، ثم إنه يرويه عن محمد بن زاذان، وهو منكر الحديث، وهذا من جملة مازعم المؤلف أنه أعرض عنه، ولم يعرض عنه.