بِالْغُرُوبِ (وَتَأَكَّدَ) الِاسْتِيَاكُ (فِي مَوَاضِعَ كَوُضُوءٍ وَصَلَاةٍ وَتَغَيُّرِ فَمٍ) وَقِرَاءَةٍ وَدُخُولِ مَنْزِلٍ وَإِرَادَةِ نَوْمٍ وَتَيَقُّظٍ مِنْهُ لِخَبَرِ ابْنِ خُزَيْمَةَ وَغَيْرِهِ «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» وَخَبَرِ الشَّيْخَيْنِ
ــ
[حاشية الجمل]
قَبْلَ الزَّوَالِ أَنْ يُحَالَ عَلَى التَّغَيُّرِ مِنْ الطَّعَامِ بِخِلَافِهِ بَعْدَهُ فَأَنَاطُوهُ بِالْمَظِنَّةِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى الْأَفْرَادِ كَالْمَشَقَّةِ فِي السَّفَرِ اهـ شَرْحُ م ر.
(قَوْلُهُ: وَتَأَكَّدَ فِي مَوَاضِعَ إلَخْ) وَيَتَأَكَّدُ أَيْضًا لِلصَّائِمِ قَبْلَ وَقْتِ الْخُلُوفِ كَمَا يُسَنُّ التَّطَيُّبُ لِلْإِحْرَامِ اهـ فَيْضٌ اهـ شَوْبَرِيٌّ. (قَوْلُهُ: كَوُضُوءٍ وَهُوَ) أَيْ السِّوَاكُ مِنْ سُنَنِهِ الْفِعْلِيَّةِ الدَّاخِلَةِ فِيهِ عِنْدَ حَجّ؛ إذْ مَحَلُّهُ عِنْدَهُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَغَسْلِ الْكَفَّيْنِ فَتَشْمَلَهُ النِّيَّةُ وَالتَّسْمِيَةُ، وَمِنْ سُنَنِهِ الْفِعْلِيَّةِ الْخَارِجَةِ عَنْهُ عِنْدَ م ر إذْ مَحَلُّهُ عِنْدَهُ قَبْلَ غَسْلِ الْكَفَّيْنِ فَلَمْ تَشْمَلْهُ نِيَّةُ الْوُضُوءِ فَيَحْتَاجُ لِنِيَّةٍ عِنْدَهُ وَلَمْ تَشْمَلْهُ بَرَكَةُ الْبَسْمَلَةِ اهـ شَيْخُنَا وَقَوْلُهُ: فَيَحْتَاجُ لِنِيَّةٍ عِنْدَهُ أَيْ لِحُصُولِ كَمَالِ السُّنَّةِ، أَمَّا بِالنَّظَرِ لِأَصْلِ السُّنَّةِ فَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى النِّيَّةِ كَمَا تَقَدَّمَ هَذَا التَّفْصِيلُ.
وَعِبَارَةُ شَرْحِ م ر وَبَدْؤُهُ بِالسِّوَاكِ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ أَوَّلُ السُّنَنِ وَهُوَ مَا جَرَى عَلَيْهِ جَمْعٌ وَجَرَى بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّ أَوَّلَهَا غَسْلُ كَفَّيْهِ، وَالْأَوْجَهُ أَنْ يُقَالَ إنَّ أَوَّلَ سُنَنِهِ الْفِعْلِيَّةِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَيْهِ السِّوَاكُ وَأَوَّلُ الْفِعْلِيَّةِ الَّتِي مِنْهُ غَسْلُ كَفَّيْهِ وَأَوَّلُ الْقَوْلِيَّةِ التَّسْمِيَةُ انْتَهَتْ. (قَوْلُهُ أَيْضًا: كَوُضُوءٍ) أَيْ أَوَّلَهُ وَكَذَا أَثْنَاؤُهُ عَلَى الْأَوْجَهِ قِيَاسًا عَلَى التَّسْمِيَةِ اهـ شَرْحُ الْإِرْشَادِ لِشَيْخِنَا، وَفِي الْخَادِمِ مَا نَصُّهُ. (فَرْعٌ) :
لَوْ نَسِيَهُ فِي ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ أَوْ الصَّلَاةِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يَأْتِي بِهِ فِي أَثْنَاءِ الْوُضُوءِ كَالتَّسْمِيَةِ وَلَا يُتَدَارَكُ فِي الصَّلَاةِ لِفَوَاتِ مَحَلِّهِ وَلِأَنَّ الْوُضُوءَ كَالْعِبَادَاتِ وَلِهَذَا يَجُوزُ تَفْرِيقُ النِّيَّةِ عَلَى أَعْضَائِهِ بِخِلَافِ الصَّلَاةِ اهـ وَاَلَّذِي أَفْتَى بِهِ شَيْخُنَا م ر أَنَّهُ يَتَدَارَكُهُ فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ إذَا أَمْكَنَ بِفِعْلٍ خَفِيفٍ كَمَا لَوْ صَلَّى مَلْفُوفَ الْأَكْمَامِ يُطْلَبُ مِنْهُ حَلُّهَا فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ إذَا أَمْكَنَ بِفِعْلٍ خَفِيفٍ اهـ سم. (قَوْلُهُ: وَصَلَاةٍ) أَيْ وَلَوْ نَفْلًا وَلَوْ سَلَّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، أَوْ كَانَ فَاقِدًا لِلطَّهُورَيْنِ، أَوْ مُتَيَمِّمًا أَوْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَلِسَجْدَةِ تِلَاوَةٍ، وَإِنْ اسْتَاكَ لِلْقِرَاءَةِ، أَوْ شُكْرٍ اهـ شَرْحُ م ر، وَقَوْلُهُ وَلِسَجْدَةِ تِلَاوَةٍ وَمَحَلُّهُ بَعْدَ فَرَاغِ الْقِرَاءَةِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ وَقَبْلَ الْهُوِيِّ لِلسُّجُودِ فَيَفْعَلُهُ الْقَارِئُ بَعْدَ فَرَاغِ الْآيَةِ وَكَذَا السَّامِعُ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ؛ إذْ لَا يَدْخُلُ وَقْتُهَا فِي حَقِّهِ إلَّا بِهِ فَمَنْ يُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ لِتَتَّصِلَ هِيَ بِهِ لَعَلَّهُ لِرِعَايَةِ الْأَفْضَلِ اهـ حَجّ وَلَوْ فَرَغَ مِنْ السُّجُودِ وَأَرَادَ الْقِرَاءَةَ بُنِيَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ هَلْ يَتَعَوَّذُ لِلْقِرَاءَةِ بَعْدَ السُّجُودِ، أَوْ لَا فِيهِ تَرَدُّدٌ وَالْأَصَحُّ الثَّانِي وَعَلَيْهِ فَلَا يَسْتَاكُ لِلْقِرَاءَةِ كَذَا نُقِلَ عَنْ شَرْحِ الْعُبَابِ لحج، غَيْرَ أَنَّ مَا أَطْلَقَهُ مِنْ عَدَمِ اسْتِحْبَابِ التَّعَوُّذِ عُلِّلَ بِأَنَّ وَجْهَهُ عَدَمُ طُولِ الْفَصْلِ بِالسُّجُودِ وَقَالَ سم: يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّهُ لَوْ أَطَالَ سُجُودَهُ اُسْتُحِبَّ التَّعَوُّذُ وَقِيَاسُهُ أَنَّهُ يَكُونُ هُنَا كَذَلِكَ وَمَحَلُّ طَلَبِ السِّوَاكِ لِسَجْدَةِ التِّلَاوَةِ إنْ كَانَتْ خَارِجَ الصَّلَاةِ فَإِنْ كَانَتْ فِيهَا فَلَا يُطْلَبُ لَهَا الِاسْتِيَاكُ لِانْسِحَابِ السِّوَاكِ الْأَوَّلِ عَلَى الصَّلَاةِ وَتَوَابِعِهَا وَقَوْلُهُ: أَوْ شُكْرٍ وَوَقْتُهُ بَعْدَ وُجُودِ سَبَبِ السُّجُودِ اهـ ع ش عَلَيْهِ.
(قَوْلُهُ: وَتَغَيُّرِ فَمٍ) أَيْ طَعْمًا، أَوْ لَوْنًا أَوْ رِيحًا فَلَا يَرِدُ تَغَيُّرُ الْأَسْنَانِ اهـ شَوْبَرِيٌّ وَأَفْهَمَ تَعْبِيرُهُ بِالْفَمِ دُونَ السِّنِّ نَدْبَهُ لِتَغَيُّرِ فَمِ مَنْ لَا سِنَّ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ إذْ يُسَنُّ لَهُ الِاسْتِيَاكُ مُطْلَقًا وَيَتَأَكَّدُ لَهُ عِنْدَمَا يَتَأَكَّدُ لِغَيْرِهِ اهـ شَرْحُ م ر. (قَوْلُهُ: وَقِرَاءَةٍ) شَامِلَةٍ لِلْبَسْمَلَةِ، وَمِثْلُ الْقِرَاءَةِ كُلُّ ذِكْرٍ قَالَ حَجّ: وَنَدْبُهُ لِلذِّكْرِ الشَّامِلِ لِلتَّسْمِيَةِ مَعَ نَدْبِهَا لِكُلِّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ الشَّامِلِ لِلسِّوَاكِ يَلْزَمُهُ دَوْرٌ ظَاهِرٌ لَا مَخْلَصَ عَنْهُ إلَّا بِمَنْعِ نَدْبِ التَّسْمِيَةِ لَهُ وَيُوَجَّهُ بِأَنَّهُ حَصَلَ هُنَا مَانِعٌ مِنْهَا هُوَ عَدَمُ التَّأَهُّلِ لِكَمَالِ النُّطْقِ بِهَا اهـ بِالْحَرْفِ أَيْ لِأَنَّهُ لَا يَتَأَهَّلُ لِذَلِكَ إلَّا بِالسِّوَاكِ اهـ شَيْخُنَا. (قَوْلُهُ أَيْضًا: وَقِرَاءَةٍ) أَيْ وَذِكْرٍ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ فِيهِمَا وَيُقَدَّمُ عَلَى التَّعَوُّذِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ لِلْقِرَاءَةِ وَلِتَعَلُّمٍ، أَوْ تَعْلِيمٍ، أَوْ سَمَاعِ حَدِيثٍ، أَوْ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ وَكَذَا آلَتُهُ وَلِدُخُولِ مَسْجِدٍ اهـ بِرْمَاوِيٌّ.
(قَوْلُهُ: وَدُخُولِ مَنْزِلٍ) ظَاهِرُهُ وَلَوْ خَالِيًا مِنْ النَّاسِ وَقَيَّدَهُ حَجّ بِغَيْرِ الْخَالِي وَفَرَّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ يُسَنُّ السِّوَاكُ لِدُخُولِهِ وَلَوْ خَالِيًا بِأَنَّ مَلَائِكَةَ الْمَسْجِدِ أَشْرَفُ اهـ شَيْخُنَا. (قَوْلُهُ أَيْضًا: وَدُخُولِ مَنْزِلٍ) أَيْ وَلَوْ مِلْكًا لِغَيْرِهِ أَوْ خَالِيًا وَكَذَا خُرُوجٌ مِنْهُ اهـ بِرْمَاوِيٌّ. (قَوْلُهُ: وَإِرَادَةِ نَوْمٍ) أَيْ لَيْلًا، أَوْ نَهَارًا وَقَوْلُهُ وَتَيَقُّظٍ مِنْهُ أَيْ وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ تَغَيُّرٌ؛ لِأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ وَكَذَا سُكُوتٌ وَأَكْلُ ذِي رِيحٍ كَرِيهٍ وَاجْتِمَاعٌ بِإِخْوَانِهِ لِمَا قِيلَ: إنَّهُ يُزِيلُ الرَّوَائِحَ الْكَرِيهَةَ، وَجُوعٌ وَعَطَشٌ لِمَا قِيلَ: إنَّهُ يُغَذِّي الْجَائِعَ وَيَرْوِي الْعَطْشَانَ، وَأَكْلٌ مُطْلَقًا لِمَا قِيلَ: إنَّهُ يَهْضِمُ الطَّعَامَ وَعِنْدَ التَّسَحُّرِ وَبَعْدَ الْوِتْرِ وَلِلسَّفَرِ، وَالْقُدُومِ مِنْهُ وَعِنْدَ الِاحْتِضَارِ لِمَا قِيلَ: إنَّهُ يُسَهِّلُ خُرُوجَ الرُّوحِ وَعِنْدَ الْجِمَاعِ وَلَوْ نَسِيَهُ قَبْلَهُ هَلْ يَأْتِي بِهِ حَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute