للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوّز الخروج على كلّ ظالم.

وفيه أنّهم اتّفقوا على الاحتجاج بفعل الحسين, ولكن منهم من قصره على مثل يزيد, ومنهم من قاس عليه كلّ ظالم.

ومن ذلك كلام ابن بطّال الذي أورده المعترض, وقد مرّ, وهو على المعترض لا له, فإنّه روى عن الفقهاء أنّهم اشترطوا في طاعة المتغلّب إقامة الجمعات والأعياد, والجهاد, وإنصاف المظلوم غالباً, ولم يكن يزيد والحجّاج بهذه الصّفة. والعجب أنّ المعترض ادّعى على ابن بطّال أنّه نصّ على ما ادّعاه من تصويب يزيد والحجّاج وبغي الحسين, ولم يذكر ذلك ابن بطّال بمنطوق ولا مفهوم, ولا نصّ ولا عموم, وهذا كلام من غفل عن معنى النّصّ.

وقال ابن الأثير في ((نهايته)) (١) ما لفظه: ((فيه أنّه ذكر (٢) /الخلفاء بعده فقال: أوّه لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف عتريف مترف, يقتل خلفي وخلف الخلف)).

قال ابن الأثير: العتريف: الغاشم الظّالم, وقيل: الدّاهي الخبيث, وقيل: هو قلب العفريب الشّيطان الخبيث, قال الخطّابي (٣): قوله: خلفي [يتأوّل على] (٤) ما كان من يزيد بن معاوية


(١) (٣/ ١٧٨).
(٢) ((أنه ذكر)) ليست في (ي).
(٣) ((غريب الحديث)): (١/ ٢٥٠).
(٤) في (أ) و (ي): ((يتناول)). والمثبت من ((غريب الحديث)) للخطابي, و ((النهاية)) و (س).