للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجمعوا على تأويل حديث: ((الرّكن يمين الله تعالى)) (١) , وحديث: ((إنّي أجد نفس الرّحمن من جهة اليمن)) (٢) ونحوهما.

وأجمعوا على تأويل قوله تعالى ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) [ق/١٦] وقوله تعالى: ((إلا هو معهم أين ما)) [المجادلة/٧] ونحوهما لما كانت القرينة معروفة عند المخاطب, قالوا: والمعلوم من أحوال المسلمين في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدم المعرفة بالأدلّة الكلاميّة الموجبة للتّأويل.

وأمّا المتكلّمون ومن اختار التّأويل؛ فإنّهم لم يشترطوا في حسن المجاز إلا تمكّن السّامع من معرفة القرينة ولو بالنّظر الدّقيق والبحث الطّويل, ولما اضطرب النّاس في هذا ودقّ الكلام فيه, وعظم الخطر, اعتصم الجماهير من أهل السّنّة بالإقرار بما ورد في الآيات والأحاديث, على الوجه الذي أراده الله تعالى, مذعنين للعلم بذلك الوجه, لا رادّين لما ورد في ذلك من السّمع, ولا مشبّهين لله تعالى بما لحقه من صفات النّقص, معتقدين أنّ الله تعالى كما وصف نفسه في قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء)) [الشورى/١١] منزّهين لله تعالى


(١) أخرجه الأزرقي في ((أخبار مكة)): (١/ ٣٢) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- موقوفاً. وأخرجه ابن عدي في ((الكامل)): (١/ ٣٤٢) , والخطيب في ((تاريخه)): (٦/ ٣٢٨) , وفي سنده إسحاق بن بشر الكاهلي, وهو وضّاع.
وانظر: ((الضعيفة)) رقم (٢٢٣) , و ((كشف الخفاء)): (١/ ٤١٧).
(٢) ذكره في ((كشف الخفاء)): (١/ ٢٥١) , وفي ((تذكرة الموضوعات)): (ص/١٠١) , ونقلا عن العراقي أنّه قال: ((لا أصل له)).