(سَاعَة قيل الْوَزير منحدر ... أسْرع دمعي وفاض منحدرا)
(وَقلت يَا نفس تصبرين وَهل ... يعِيش بعد الْفِرَاق من صبرا)
(شاورته والهوى يفتته ... والرأي رَأْي الصَّوَاب قد حضرا)
(أَهْوى إنحداري والحزم يكرههُ ... وتارك الحزم يركب الغررا)
(لأنني عَاقل ويعجبني ... لُزُوم بَيْتِي وأكره السفرا)
(الخيش نصف النَّهَار يُعجبنِي ... وَالْمَاء بالثلج بَارِدًا خصرا)
(وَالشرب فِي روشني أَقُول بِهِ ... كَمَا أرى المَاء مِنْهُ والقمرا)
(وَلَا أَقُود الْخَيل الْعتاق بلَى ... أسوق بَين الْأَزِقَّة البقرا)
(من كل جاموسة لعنبلها ... رَأس بقرنيه يفلق الحجرا)
(قد نفخ الشَّحْم جوفها فغدا ... كَأَنَّهُ بطن نَاقَة عشرا)
(لما أَتَتْنِي بِاللَّيْلِ مقبلة ... وثوبها بالخرا قد ائتزرا)
(تركض مثل الحصان نافرة ... وَمن يرد الحصان إِن نَفرا)
(مد ذراعي فِي سرمها لببا ... وسد أيري فِي سرمها شعرًا)
(أحسن فِي الْحَرْب من صفوفكم ... غَدا قعودي أصفف الطررا)
(وأنتف الشّعْر من جبين حر ... لطفت فِي نتفه وَمَا شعرًا)
(أَو مبعر جعسه يطالعني ... من كوَّة الْبَاب كلما زحرا)
(هَيْهَات أَن أحضر الْقِتَال وَأَن ... ترى بِعَيْنَيْك فِيهِ لي أثرا)
(بل الَّذِي لَا يزَال يُعجبنِي الدبيب ... بِاللَّيْلِ خَائفًا حذرا)