رقْعَة أُخْرَى
أمتع الله الشَّيْخ بعنوان الشتَاء وباكورة الديم والأنواء
وهنأه الله الْيَوْم الَّذِي هُوَ نُسْخَة جوده ومجاجة مَاء أرواه الله بِمَاء الْمجد من عوده
وعرفه من بركاته أَضْعَاف قطر السَّمَاء بأقطاره وساحاته وأضحك قُلُوبنَا بِبَقَائِهِ كَمَا أضْحك الرياض بأندائه وحجب عَنهُ صروف الْأَيَّام كَمَا حجب السَّمَاء عَنَّا بأجنحة الْغَمَام قد حضرني أيد الله الشَّيْخ عدَّة من شركائي فِي خدمته فارتحت لاشتراكهم إيَّايَ فِيمَا أدرعته من فضل نعْمَته وأشفقت من سمة التَّقْصِير لَدَيْهِ فقدت هَذِه الرقعة جنيبة عذر بَين يَدي عَارض التَّقْدِير إِلَيْهِ وَفِي فائض كرمه مَا حفظ شَمل الْأنس على خدمه لَا زَالَ مأنوس الجناب بِالنعَم الرغاب مأهول الْمعَاهد بالقسم الخوالد
فصل فِي الْإِنْكَار على من يذم الدَّهْر
عتبك على الدَّهْر دَاع إِلَى العتب عَلَيْك واستبطاؤك إِيَّاه صَارف عنان اللوم إِلَيْك فالدهر سهم من سِهَام الله منزعه عَن مقابض أَحْكَامه ومطلعه من جَانب مَا حررته مجاري أقلامه
والوقيعة فِيهِ بمرس بِحكم خالقه وباريه ومجاري الْأَشْيَاء على قدر طباعها وبحسب مَا فِي قواها وأوضاعها
وَمن ذَا الَّذِي يلوم الأراقم على النهش بالأنياب والعقارب على اللسع بالأذناب وأنى لَهَا أَن تذم وَقد أشربت خلقتها السم وَحكم الله فِي كل حَال مُطَاع وبأمره رضى واقتناع فَاعْفُ الزَّمَان عَن قوارص لسَانك وَاضْرِبْ عَلَيْهَا حجاب الْحِرْص بأسنانك وَاذْكُر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر) وَعَلَيْك بِالتَّسْلِيمِ لحكم الْعلي الْعَظِيم فَذَاك أَحْمد عُقبى وأرشد دينا وَدُنْيا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute