لغدك إِذا استعدت إِلَى الْبَاب وطولبت بِرَفْع الْحساب واستعرضت جَرِيدَة أفعالك واستقريت صحيفَة أعمالك هُنَالك يتَبَيَّن لَك مَا جنى عَلَيْك سوء صنيعك وَمَا الَّذِي جاش إِلَيْك فرط تضييعك فتصحو تَارَة عَن سكرة جفائك وتسكر أُخْرَى عَن سُورَة أحبائك وَكم تقرع من نَدم أسنانك وتعض من سدم بنانك
هَيْهَات لَا ينفع إِذْ ذَاك إِلَى الْقلب السَّلِيم والعهد الْكَرِيم وَالْعَمَل القويم وَالسّنَن الْمُسْتَقيم وَمن لَك بهَا وَقد سودت وُجُوه آثارك وتلقيت أَمَانَة الْعَهْد بِسوء جوارك وقبح إخفارك وَلَوْلَا التأميل لفيأتك وارعوائك وانتهائك عَن تماديك فِي غلوائك لأتاك من أشخاص الْإِنْكَار مَا يقفك على صلاحك ويكفك عَن فرط جماحك فاجل أعزّك الله الغشاء عَن عين رعايتك واطرح القذى عَن شرب مخالصتك وارع مَا استحفظته من أَمَانَة الْفُؤَاد وَاعْلَم بأنك مسئول عَن عُهْدَة الوداد واكتب فِي الْجَواب بِمَا نراعيه مِنْك وَتعذر إِن كَانَ فِيمَا أقدمت عَلَيْهِ لَك إِن شَاءَ الله تَعَالَى
رقْعَة استزارة
هَذَا يَوْم رقت غلائل صحوه وخنثت شمائل جوه وضحكت ثغور رياضه واطرد زرد الْحسن فَوق حياضه
وفاحت مجامر الأزهار وانتثرت قلائد الأغصان عَن فرائد الْأَنْوَار
وَقَامَ خطباء الأطيار
فَوق مَنَابِر الْأَشْجَار ودارت أفلاك الْأَيْدِي بشموس الراح فِي بروج الأقداح وَقد سيبنا الْعقل فِي مرج المجون وخلعنا العذار بأيدي الْجُنُون
فَمن طالعنا بَين هَذِه الْبَسَاتِين وأنواع الرياحين طالع فتيانا كالشياطين ونصارى يَوْم الشعانين فَبِحَق الفتوة الَّتِي زَان الله بهَا طبعك والمروة الَّتِي قصر عَلَيْهَا أصلك وفرعك إِلَّا تفضلت بالحضور ونظمت لنا بك عقد السرُور
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute