للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النُّقْصَان الْكَمَال وكل وَاد عَظِيم فأوله شُعْبَة صَغِيرَة وكل نَخْلَة سحوق فأولها فسيلة حقيرة

وَقد يَبْتَدِئ الْعِنَب حصرما حامضا جاسيا ثمَّ يخرج الراح الَّتِي هِيَ مِفْتَاح اللَّذَّات وَأُخْت الرّوح والحياة وَيكون حَشْو الصدفة مَاء ملحا ثمَّ يصير جَوْهَرَة كَرِيمَة ودرة يتيمة وَيكون أول ابْن آدم نُطْفَة وعلقة ومضغة ثمَّ يخرج مِنْهَا الْعَالم الْأَصْغَر وَالْحَيَوَان الأرضي الْأَكْبَر الَّذِي دحيت لَهُ الأَرْض وسخرت لَهُ الْأَنْهَار وَمن أَجله خلقت الْجنَّة وَالنَّار

فصل قد أراحني فلَان ببره لَا بل أتعبني بشكره وخفف ظَهْري من ثقيل المحن لَا بل ثقله بأعباء المنن وأحياني بتحقيق الرَّجَاء لَا بل أماتني بفرط الْحيَاء وَأَنا لَهُ رَقِيق بل عَتيق وأسير بل طليق

فصل فِي فضل الحمية من رِسَالَة

ملاك الْأَمر الحمية فَإِنَّهُ لَا يكون قوي الحمية إِلَّا من يكون قوي الحمية وَمن غلبته شَهْوَته على رَأْيه شهد على نَفسه بالبهيمية وانخلع من ربقة الإنسانية وَحقّ الْعَاقِل أَن يَأْكُل ليعيش لَا أَن يعِيش ليَأْكُل وَكفى بِالْمَرْءِ عارا أَن يكون صريع مآكله وقتيل أنامله وَأَن يجني بِبَعْضِه على كُله ويعين فَرعه على أَصله وَكم من نعْمَة أتلفت نفس حر وَكم من أَكلَة منعت أكلات دهر وَكم من حلاوة تحتهَا مرَارَة الْمَوْت وَكم من عذوبة تحتهَا بشاعة الْفَوْت

وَكم من شَهْوَة ذهبت بِنَفس لَا يقوى بهَا العساكر وَقطعت جسدا كَانَت تنبو عَنهُ السيوف البواتر وهدمت عمرا انْهَدَمت بِهِ أَعمار وَخَربَتْ بخرابه بيُوت بل ديار وأمصار

<<  <  ج: ص:  >  >>