١٦ - أَبُو الطّيب المصعبي مُحَمَّد بن حَاتِم
كَانَ فِي جَمِيع أدوات المعاشرة والمنادمة وآلات الرياسة والوزراة على مَا هُوَ مَعْرُوف مَشْهُور وَكَانَت يَده فِي الْكتاب ضرَّة الْبَرْق وقلمه فلكي الجري وخطه حديقة الحدق وبلاغته مستملاة من عُطَارِد وشعره باللسانين نتاج الْفضل وثمار الْعقل وَلما غلب على الْأَمِير السعيد نصر بن أَحْمد بِكَثْرَة محاسنه ووفور مناقبه ووزر لَهُ مَعَ اخْتِصَاصه بمنادمته لم تطل بِهِ الْأَيَّام حَتَّى أَصَابَته عين الْكَمَال وأدركته آفَة الوزارة فسقى الأَرْض من دَمه
وَمن مَشْهُور شعره وَسَائِر قَوْله
(اختلس حظك فِي دنياك ... من أَيدي الدهور)
(واغتنم يَوْمًا ترجيه ... بلهو وسرور)
(واصنع الْعرف إِلَى كل ... كفور وشكور)
(لَك مَا تصنع والكفران ... يزري بالكفور) // من مجزوء الرمل //
وَقَوله فِي ذمّ الشَّبَاب
(لم أقل للشباب فِي كنف الله ... وَفِي ستره غَدَاة استقلا)
(زائر زارنا مُقيم إِلَى أَن ... سود الصُّحُف بِالذنُوبِ وَولى) // من الْخَفِيف //
وَقَوله فِي غُلَام أعجمي
(بِأبي من لِسَانه أعجمي ... وَأرى حسنه فصيح الْكَلَام) // من الْخَفِيف //
ويروى لَهُ مَا كتب بِهِ إِلَى بعض إخوانه
(عبت فَلم يأتني رَسُول ... وَلم يقل عِلّة عليل)
(هَيْهَات لَو كنت لي خَلِيلًا ... فعلت مَا يفعل الْخَلِيل) // من مخلع الْبَسِيط //
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute