وحَدثني أَبُو سعيد عَن بعض مَشَايِخ الحضرة وَقد ذهب على اسْمه أَن مَجْلِسا للأنس جمع يَوْمًا جمَاعَة من أفاضل بُخَارى كَأبي أَحْمد بن أبي بكر والطاهري والمصعبي والخزرجي والعبدوني وَفِيهِمْ فَتى من أهل أشروسنه يُسمى يشْكر أحسن من نعم الله الْمُقبلَة وَمن الْعَافِيَة فِي الْبدن فأفضى بِهِ الحَدِيث إِلَى رِوَايَة الأهاجي وطفق كل وَاحِد مِنْهُم يرْوى أَجود شعره فِي الهجاء فَقَالَ بعض الْحَاضِرين إِن هجاء من هجوتموه مُمكن معرض فَهَل فِيكُم من يهجو هَذَا الْفَتى يَعْنِي يشْكر فَقَالُوا لَا وَالله مَا نقدر على هجائه وليت شعري أيهجي خلقه أم اسْمه فارتجل العبدوني أبياتا مِنْهَا
(وشكر يشْكر من ناكه ... ويشكر لله لَا يشْكر) // من المتقارب //
فتعجبوا من سرعَة خاطره فِي ذمّ مثله واشتقاقه الهجاء من اسْمه وأقروا لَهُ بالبراعة وَحين رأى خجل الْفَتى لما بدر من هجائه إِيَّاه من غير قصد أخرج من يَدَيْهِ زَوجي خَاتم ياقوت وفيروزج وأعطاهما إِيَّاه وَقَالَ هَذَا بذلك