وَفِي التوجع وشكوى الدَّهْر
قَالَ
(يَا دهر مَا أقساك يَا دهر ... لم يحظ فِيك بطائل حر)
(أما اللثام فَأَنت صَاحبهمْ ... وَلَهُم لديك الْعَطف والنصر)
(يبْقى اللَّئِيم مدى الْحَيَاة فَلَا ... يرتاع مِنْهُ لحادث صدر)
(تصفو لَهُ الدُّنْيَا بِلَا كدر ... ويطيعه فِي عيشه الْيُسْر)
(فمرامه سهل وكوكبه ... سعد وغصن سروره نضر)
(وعَلى الْكَرِيم يَد يسلطها ... مِنْك الْجفَاء المر والقسر)
(إِن نَاب خطب فَهُوَ عرضته ... يفريه مِنْهُ الناب وَالظفر)
(أَو يبغ مَعْرُوفا لديك غَدا ... ينحي عَلَيْهِ حَادث نكر)
(مرعاه جَدب والحظوظ لَهُ ... حَرْب وجانب عيشه وعر)
(وجناه شوك والبحور لَهُ ... وشل وحشو فُؤَاده جمر)
(يَا دهر دع ظلم الْكِرَام فهم ... عقد لنحرك لَو درى النَّحْر)
(سالمهم واستبق ودهم ... فهم نُجُوم ظلامك الزهر) // من الْكَامِل //
وَله فِي النكبة كفاناها الله تَعَالَى
(جفون قد تَملكهَا السهاد ... وجنب لَا يلائمه مهاد)
(وأحداث أصابتني وقومي ... يذل من الْحَلِيم لَهَا القياد)
(فقد شطت بِنَا وبهم ديار ... وَفرق جَامع الشمل البعاد)
(أَقُول وَفِي فُؤَادِي نَار وجد ... لَهَا مَا بَين أحشائي اتقاد)
(وللأحزان فِي صَدْرِي اعتلاج ... وللأفكار فِي قلبِي اطراد)