للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّمر وتعهد بِالْعرْفِ من طَابَ عَنهُ الْخَبَر وَحسن مِنْهُ الاثر

فصل من رِسَالَة فِي وصف المتصيد وَالصَّيْد

وخيلنا كالامواج المتدفقة والاطواد الموثقة متشوقة عاطية مستبقة جَارِيَة تشتاق الصَّيْد وَهِي لَا تطعمه وتحن إِلَيْهِ كَأَنَّهُ قضيم تقضمه وعَلى ايدينا جوارح موللة المخالب والمناسر مدربة النصال والخناجر طامحة الالحاظ والمناظر بعيدَة المرامي والمطارح زكية الْقُلُوب والنفوس قَليلَة القطوب والعبوس سَابِقَة الاذناب كَرِيمَة الانساب صلبة الاعواد قَوِيَّة الاوصال تزيد إِذا طمعت شَرها وقرما وتتضاعف إِذا شبعت كَلْبا ونهما فَبينا نَحن سائرون وَفِي الطّلب ممعنون إِذْ وردنا مَاء زرقا جمامه طامية أرجاؤه يبوح بأسراره صفاؤه ويلوح فِي قراره حصباؤه وأفانين الطير بِهِ محدقة وغرائبه عَلَيْهِ وَاقعَة مُتَغَايِرَة الالوان وَالصِّفَات مُخْتَلفَة اللُّغَات والاصوات فَمن صَرِيح خلص وتهذب نَوعه وَمن مشوب تهجن عرقه فَلَمَّا أوفينا عَلَيْهَا ارسلنا الْجَوَارِح إِلَيْهَا كَأَنَّهَا رسل المنايا أَو سِهَام القضايا فَلم نسْمع إِلَّا مسميا وَلم نر إِلَّا مذكيا وعدنا لشأننا دفعات وأطلقناها مَرَّات

فصل مِنْهَا

ثمَّ عدلنا من مطارح الْخيام الى مسارح الارام نستقري ملاعبها ونؤم مجامعها حَتَّى افضينا الى أسراب لاهية بأطلائها راتعة فِي أكلائها ومعنا فهود أخطف من البروق وألقف من الليوث وأمكر من الثعالب وأدب من

<<  <  ج: ص:  >  >>