وَقَالَ أَبُو نصر الهزيمي
(لم لَا تبيع وَلم لَا تشتري اللحما ... يَا شَرّ من شتم الْأَحْرَار أَو شتما)
(لقد صددت عَن القَوْل الْجَمِيل فَمَا ... فتحت مذ كنت إِلَّا بالقبيح فَمَا)
(عميت من طول مَا تهجو الْكِرَام وَمن ... عمي الْفُؤَاد بدا فِي ناظريك عمى) // من الْبَسِيط //
[ذكر آخر عمره]
لما لم تزِدْه الشيخوخة إِلَّا بذاء وتولعا بأعراض الْأَحْرَار ومجاهرة بالوقيعة فِي المحتشمين والكبار وَلم يسلم مِنْهُ أحد من أَصْحَاب السيوف والأقلام وشاع من شنيع هجائه للبلعمي مَا يبْقى على الْأَيَّام وَسَاءَتْ الآراء فِيهِ واتصلت الشكايات مِنْهُ خرج الْأَمر السلطاني بتأديبه وعرك أديمه
وتطهير الحضرة من خبث أقاويله فأنفذ إِلَيْهِ وَإِلَى الشَّرْط مسودا امتثل فِيهِ الْأَمر وَلَزِمَه حَتَّى عبر بِهِ النَّهر فَقَالَ فِيهِ ابْن مطران الطَّوِيل
(لسَانك يَا لحام أَلْقَاك فِي ورطه ... ومزدحم الأسواء لاقاك بالضغطه)
(لَئِن كَانَ لم يدبغ لسَانك دابغ ... لقد أَحْسَنت بالْأَمْس دبغ استك الشرطه)
(إِلَى كم تسوء النَّاس عيشك سالما ... فمت هرما يَا كلب إِن لم تمت عبطه)
(وَلَا نلْت مَا عمرت خيرا وَلم تزل ... لدائرة الأسواء رَأسك كالنقطة)
ثمَّ إِن البلعمي نَدم على استحيائه وَخَافَ بادرة لِسَانه وَعلم أَنه لم يتَوَجَّه إِلَّا تِلْقَاء نيسابور
فَكتب إِلَى صَاحب الْجَيْش أبي الْحسن بن سيمجور وَكَانَ قد هجاه أَيْضا فِي إذكاء الْعُيُون عَلَيْهِ وَالْجد فِي تَحْصِيله وكفاية شغله وَوَافَقَ وُرُود الْكتاب قدوم اللحام نيسابور ونزوله خَان وشمكير فَم يشْعر إِلَّا بهجوم من أزعجه وَحمله وضبنه على البغال سائرا بِهِ إِلَى قائن وَهُوَ مَرِيض لَا يقل رَأسه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute