(من كفى النَّاس شَره ... فَهُوَ فِي جود حَاتِم)
مَا اخْرُج من شعره فِي الهجاء لابي رياش
كَانَ ابو رياش باقعة فِي حفظ ايام الْعَرَب وأنسابها واشعارها غَايَة بل آيَة فِي هَذ دواوينها وَسدر أَخْبَارهَا مَعَ فصاحة وَبَيَان وإعراب وإتقان وَلكنه كَانَ عديم الْمُرُوءَة وسخ اللبسة كثير التقشف قَلِيل التنظف وَفِيه يَقُول ابو عُثْمَان الخالدي من الرجز
(كَأَنَّمَا قمل ابي رياش ... مَا بَين صئبان قَفاهُ الفاشي)
(وَذَا وَذَا قد لج فِي انتفاش ... شهدانج بدد فِي حشحاش) // الرجز //
وَكَانَ مَعَ ذَلِك شَرها على الطَّعَام رجيم شَيْطَان الْمعدة حوتي الالتقام وثعبان الالتهام سيء فِي المواكلة دعاة ابو يُوسُف اليزيدي وَالِي الْبَصْرَة الى الْقَصعَة فَكَانَ بعد ذَلِك إِذا حضر مائدته امْر بِأَن يهيأ لَهُ طبق ليَأْكُل عَلَيْهِ وَحده
وَدعَاهُ يَوْمًا الْوَزير المهلبي الى طَعَامه فَبينا هُوَ يَأْكُل مَعَه إِذْ امتخط فِي منديل الْغمر وبزق فِيهِ ثمَّ اخذ زيتونة من قعصة فغمزها بعنف حت طفرت نواتها فأصابت وَجه الْوَزير فتعجب من سوء شرهه واحتمله لفرط أدبه
وَفِي شَره ابي رياش يَقُول ابْن لنكك مَا هُوَ فِي نِهَايَة الملاحة وَحسن التَّعْرِيض من الوافر
(يطير الى الطَّعَام ابو رياش ... مبادرة وَلَو واراه قبر)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute