الله الله فِي أَخِيك لَا تظهر كِتَابَة فَيحكم عَلَيْهِ بالماليخوليا وبالتخاييل الْفَاسِدَة فقد ذكر جالينوس أَن قوما يبلغ بهم سوء التخيل أَن يقدروا أجسامهم زجاجا فيجتنبوا ملامسة الْحِيطَان خشيَة أَن يتكسروا
وَحكى أَن قوما يظنون أنفسهم طيورا فَلَا يغتذون إِلَّا القرطم والحظ كتابي دفْعَة ثمَّ مزقه فَلَا طائل فِيهِ وَلَا عَائِد لَهُ وَلَا فرج عِنْده وعَلى ذكر الْفرج فقد كَانَت بهمذان شاعرة مجيدة تعرف بالحنظلية وخطبها أَبُو عَليّ كَاتب بكر فَمَا ألح عَلَيْهَا وألحفت كتبت إِلَيْهِ
هَذِه وَالله فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ أشعر من كَبْشَة أم عَمْرو والخنساء أُخْت صَخْر وَمن كعوب الهذلية وليلى الأخيلية
وَمن فقر رسائله من سَائِر الْفُنُون
رِسَالَة كتبهَا إِلَى أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد فِي شَأْن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حَامِد وَسمعت الْأَمِير أَبَا الْفضل عبيد الله بن أَحْمد يسردها فزادني جريها على لِسَانه وصدروها عَن فَمه إعجابا بهَا وَهِي كتابي هَذَا وَقد أرْخى اللَّيْل سدوله وسحب الظلام ذيوله وَنحن على الرحيل غَدا إِن شَاءَ الله إِذا مد الصَّباح غرره قبل أَن يسبغ حجوله