الصَّدْر فِي سجوف
وأمسكها مدى الدَّهْر بِمَعْرُوف وأنحلها من عَادَة الرِّفْق ودماثه الْخلق ووطاءة الجناب ولطافة الْعشْرَة والاصطحاب مَا لَا تكتسي مَعَه نفورا وانقباضا وَلَا تَشْتَكِي نُشُوزًا وإعراضا فَإِن وجدني مولَايَ كُفؤًا لَهُ بعد أَن جِئْت رَاغِبًا وبلسان الْخطْبَة خاطبا أنعم بالإسعاف وَجعل الْجَواب مُقَدّمَة الزفاف حاميا بِهِ ديباجه السُّؤَال
عَن خجلة الرَّد ووصمة المطال وَقد قدمت بَين يَدي هَذِه النَّجْوَى صَدَقَة طلبا للتحاب لَا على حكم الِاسْتِحْقَاق والاستيجاب وَمهما أنعم مولَايَ بقبولها أيقنت استكفاءه إيَّايَ لوده واستغرقت الوسع والإمكان فِي شكره
والتحدث بعظيم بره إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَله كتاب
هَذَا كتاب من ديوَان العتب والاستبطاء إِلَيْك يَا عَامل الصدود والجفاء
أما بعد فقد خَالَفت مَا أوجبه التَّقْدِير فِيك وأخلفت مَا وعده الظَّن بك وافتتحت مَا تَوليته من عمل الوداد بهجران أطار وادع الْقَرار
وأودع الْقلب أحر من النَّار
وتعقبته بخلع عذار الْوَفَاء أصلا ومعاقرة ندمان الْجفَاء نَهَارا وليلا
وشغلك خمر الهجران وخمار النسْيَان عَن تَرْتِيب أُمُور الْمَوَدَّة وتهذيب جرائد الْوِصَال والمقة واستعراض روزنامجة الْكَرم واسترفاع ختمات الْعَهْد الْمُقدم وَتَأمل مبلغ الْورْد والإخراج من الود وتعرف مِقْدَار الْحَاصِل وَالْبَاقِي من أثر الرِّعَايَة فِي الْقلب وسلطت أَيدي خلفائك وَهُوَ عدَّة من إعراضك وصدك وجفائك على رعية النَّفس وَهِي الَّتِي جعلت أَمَانَة عنْدك ووديعة قبلك فأسرفوا فِي استيكالها وهموا باجتياحها واغتيالها غير رَاع لحُرْمَة الثِّقَة بك وَلَا واف بِشَرْط الِاعْتِمَاد عَلَيْك وَلَا قَاض حق الإيثار لَك والاستنامة إِلَيْك وَلَا نَاظر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute