افْترض على من طاعتهما اشتطاطا مني فِي شَرَائِط أَحْبَبْت ان تَجْتَمِع لي فِي الخبيثة الَّتِي أواصلها وقلما تتكامل إِلَّا فِيمَن طهر الله أَصله وجمل أمره وَأظْهر فَضله وَقد دَعَاني بِالدُّعَاءِ الى ذَلِك كثير من الرؤساء الاكابر وَذَوي الاخطار والافاضل بِفَارِس وَالْبَصْرَة وبغداد فامتنعت من اجل شذوذ بعض شرائطي عَلَيْهِم حَتَّى اذا أوجدنيها الله فِي جهتك الجليلة وَجَمعهَا لي فِي منازلك المصونة بعثتني البواعث وحفزتني الحوافز الى ان يتألف بَيْننَا الشمل ويتصل بِنَا الْحَبل فَكتبت إِلَيْك هَذِه الرقعة خاطبا إِلَيْك كريمتك فُلَانَة على أَن أكون لَهَا كالجفن الواقي لمقلته والصدر الْحَاوِي لمهجته وَلَك كَالْوَلَدِ الْمُطِيع لابيه ولاخيها كالاخ المعاضد لاخيه فَإِن رَأَيْت يَا سَيِّدي أَن تتأمل مَا كتبت بِهِ من هَذِه الْجُمْلَة وَتسمع من موصلها مَا تجمله عني من تفصيلها وتتوخى بإجابتي الى مَا سَأَلت تَحْقِيق ظَنِّي وتصديق أملي فعلت إِن شَاءَ الله
فصل من عهد للخليفة الى قَاض
وامره ان يجلس للخصوم وَقد نَالَ من الْمطعم وَالْمشْرَب طرفا يقف بِهِ عِنْد أول حد من الْكِفَايَة وَلَا يبلغ مِنْهُ إِلَى آخر النِّهَايَة وَأَن يعرض نَفسه على اسباب الْحَاجة كلهَا وعوارض البشرية بأسرها لِئَلَّا يلم بِهِ من ذَلِك ملم ويطيف بِهِ طائف فيحيلانه عَن رشده ويحولان بَينه وَبَين سداده
فصل فِي ذكر تَقْلِيد الْمُطِيع ابْنه الطائع مَا كَانَ إِلَيْهِ من الْخلَافَة
وَلما صَار فِي السن الْعليا وَالْعلَّة الْعُظْمَى بِحَيْثُ يحرج ان تقيم مَعَه على إِمَامَة قد كل عَن تحمل كلهَا وَضعف عَن النهوض بعبئها وَحملهَا خلع ذَلِك السربال على امير الْمُؤمنِينَ الطائع لله خلع الناض اليه وَالْمُسلم عَلَيْهِ