مِنْهُ بالمدح والحاسد يعمى عَن محَاسِن الصُّبْح بِعَين تدْرك دقائق الْقبْح والهروى جَسَد كُله حسد وَعقد كُله حقد
فَلَا يجذب التخلق بضبعه عَن طبعه وَلَا يَأْخُذ التَّكَلُّف بخلقه عَن طرقه
رقْعَة لَهُ إِلَى مستميح عاوده مرَارًا
وَقَالَ لَهُ لم لَا تديم الْجُود بِالذَّهَب كَمَا تديمه بالأدب
عافاك الله مثل الْإِنْسَان فِي الْإِحْسَان كَمثل الْأَشْجَار فِي الثِّمَار سَبيله إِذا أَتَى بِالْحَسَنَة أَن يرفه إِلَى السّنة وَأَنا كَمَا ذكرت لَا أملك عضوين من جَسَدِي وهما فُؤَادِي ويدي أما الْفُؤَاد فيعلق بالوفود وَأما الْيَد فتولع بالجود لَكِن هَذَا الْخلق النفيس لَيْسَ يساعده الْكيس وَهَذَا الطَّبْع الْكَرِيم لَيْسَ يحْتَملهُ الْغَرِيم وَلَا قرَابَة بَين الذَّهَب وَالْأَدب فَلم جمعت بَينهمَا وَالْأَدب لَا يُمكن ثرده فِي قَصْعَة وَلَا صرفه فِي ثمن سلْعَة ولي من الْأَدَب نادرة جهدت فِي هَذِه الْأَيَّام بالطباخ أَن يطْبخ لي من جيمية الشماخ لونا فَلم يفعل وبالقصاب أَن يسمع أدب الْكتاب فَلم يقبل وأنشدت فِي الْحمام ديوَان أبي تَمام فَلم ينفذ وَدفعت إِلَى الْحجام مقطعات اللجام فَلم يَأْخُذ واحتيج فِي الْبَيْت إِلَى شَيْء من الزَّيْت فأنشدت من شعر الْكُمَيْت ألفا ومائتي بَيت فَلم تغن وَلَو وَقعت أرجوزة العجاج فِي توابل السكباج مَا عدمتها عِنْدِي وَلَكِن لَيست تقع فَمَا أصنع فَإِن كنت تحسب اختلافك إِلَيّ إفضالا عَليّ فراحتي فِي أَن لَا تطرق ساحتي وفرجي فِي أَن لَا تجي وَالسَّلَام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute