فِي الرّبيع باكورته
وَلَا فِي الخريف فاكهته وَلَا فِي وَقت الْغلَّة شعيره وبره وَلَا فِي وَقت الجباية خراجه وعشره وَإِنَّمَا هُوَ مَسْجِد يحمل إِلَيْهِ وَلَا يحمل عَنهُ وعلوي يُؤْخَذ بِيَدِهِ وَلَا يُؤْخَذ عَنهُ تتجنبه الشَّرْط نَهَارا ويتوقاه العسس لَيْلًا فَهُوَ إِمَّا غَانِم وَإِمَّا سَالم وَأما الْغَنِيّ فَإِنَّمَا هُوَ كالغنم غنيمَة لكل يَد سالبة وصيد لكل نفس طالبة وطبق على شوارع النوائب وَعلم مَنْصُوب فِي مدرجة المطالب تطمع فِيهِ الإخوان وَيَأْخُذ مِنْهُ السُّلْطَان وينتظر فِيهِ الْحدثَان ويحيف ملكه النُّقْصَان
فصل فِي ذمّ عَامل
وَالله مَا الذِّئْب فِي الْغنم بِالْقِيَاسِ إِلَيْهِ إِلَّا من المصلحين وَلَا السوس فِي الْخَزّ أَوَان الصَّيف عِنْده إِلَّا بعض الْمُحْسِنِينَ وَلَا الْحجَّاج فِي أهل الْعرَاق مَعَه إِلَّا أول العادلين وَلَا يزدجرد الأثيم فِي أهل فَارس بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ إِلَّا من الصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ
فصل فِي ذكر الْآفَات
من آفَات الْعلم خِيَانَة الوراقين وتخلف المتعلمين كَمَا أَن آفَات الدّين فسق الْمُتَكَلِّمين وَجَهل المتعبدين وكما أَن من آفَات الدُّنْيَا كَثْرَة الْعَامَّة وَقلة الْخَاصَّة وكما أَن من آفَة الْكَرم أَن الْجُود آفَة للْمَنْع وَأَن الْبُخْل سَبَب للْجمع وَأَن المَال فِي أَيدي البخلاء دون أَيدي السمحاء وكما أَن آفَات الْحلم أَن الْحَلِيم مَأْمُون الجنبة وَأَن السَّفِيه منيع الْحَوْزَة وكما أَن من آفَة المَال أَنَّك إِذا صنته عرضته للْفَسَاد وَإِذا أبرزته عرضته للنفاد وكما أَن آفَات الشُّكْر أَنَّك إِذا قصرت عَن غَايَته غششت من اصطنعك وَإِذا أبلغتها أَو أبلغت فِيهِ أوهمت من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute