ولمه أنْكرت على الْعجلِيّ مَعْرُوفا وَاعْتَرَفت لِحَمْزَة بن الْحُسَيْن مَا أنكرهُ على أبي تَمام فِي زَعمه أَن فِي كِتَابه تكريرا تصحيفا وإيطاء وإقواء ونقلا لأبيات عَن أَبْوَابهَا إِلَى أَبْوَاب لَا تلِيق بهَا وَلَا تصلح لَهَا إِلَى مَا سوى ذَلِك من رِوَايَات مدخولة وَأُمُور عليلة ولمه رضيت لنا بِغَيْر الرضى وهلا حسبت على إثارة مَا غيبته الدهور وتجديد مَا أخلقته الْأَيَّام وَتَدْوِين مَا نتجته خواطر هَذَا الدَّهْر وأفكار هَذَا الْعَصْر على أَن ذَلِك لَو رامه رائم لأتعبه وَلَو فعله لقرأت مَا لم ينحط عَن دَرَجَة من قبله من جد يروعك وهزل يروقك واستنباط يُعْجِبك ومزاح يُلْهِيك
وَكَانَ يقزوين رجل مَعْرُوف بِأبي مُحَمَّد الضَّرِير الْقزْوِينِي حضر طَعَاما وَإِلَى جنبه رجل أكول فأحس أَبُو حَامِد بجودة أكله فَقَالَ
(وَصَاحب لي بَطْنه كالهاويه ... كَأَن فِي أمعائه مُعَاوِيه) // الرجز //
فَانْظُر إِلَى وجازة هَذَا اللَّفْظ وجودة وُقُوع الأمعاء إِلَى جنب مُعَاوِيَة وَهل ضرّ ذَلِك أَن لم يقلهُ حَمَّاد عجرد وَأَبُو الشمقمق وَهل فِي إِثْبَات ذَلِك عَار على مثبته أَو فِي تدوينه وَصمت على مدونيه
وبقزوين رجل يعرف بِابْن الرياشي الْقزْوِينِي نظر إِلَى حَاكم من حكامها من أهل طبرستان مُقبلا عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء وطيلسان أَزْرَق وقميص شَدِيد الْبيَاض وخفه أَحْمَر وَهُوَ مَعَ ذَلِك كُله قصير على برذون أبلق هزيل الْخلق طَوِيل الْحلق فَقَالَ حِين نظر إِلَيْهِ
(وحاكم جَاءَ على أبلق ... كعقعق جَاءَ على لقلق) // السَّرِيع //
فَلَو شاهدت هَذَا الْحَاكِم على فرسه لشهدت للشاعر بِصِحَّة التَّشْبِيه وجودة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute