للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِهِ إِلَّا الْأَنْبِيَاء وَلَا ينتخب لَهُ إِلَّا الْأَوْلِيَاء

وَإِن اخْتصَّ فِيهِ من معاناة أنصاره وَأَتْبَاعه والقائمين بِإِظْهَار دينه فِي حَيَاته وَعمارَة سَبيله بعد وَفَاته من مصابرة اللأواء ومعالجة البأساء

وبذل النُّفُوس وَالْأَمْوَال وأخطار المهج والأرواح مَا يزِيد الْقُلُوب لِلْإِسْلَامِ تفخيما

وبحقه تعريفا

وَلما عساها تستكبر من أفعالها تصغيرا

وَفِي الإزدياد مِنْهُ ترغيبا مَا أجريه فِي خلال ذَلِك من تذكير بآلاء الله وتنبيه على نعم الله بِمَا أقتص من أنباء الْأَوَّلين وأبث من أَخْبَار الآخرين وَأبين من الْآيَات الَّتِي أَمر الله بِالْمَسِيرِ فِي الأَرْض لأَجلهَا وَبعث على الِاعْتِبَار بهَا وبأهلها

فَقَالَ {أولم يَسِيرُوا فِي الأَرْض فينظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذين كَانُوا من قبلهم} فيحرص الْعَاقِل على اسْتِبْقَاء نعْمَة الله عِنْده بالشكر الَّذِي ضيعه من سلبه الله تِلْكَ النعم ويتحرز من غوائل الْكفْر الَّذِي أحل بهم تِلْكَ النقم

وَأما غَرَض الدُّنْيَا فَأن أقيم بِفنَاء الصاحب الْجَلِيل أدام الله بهاء الْعلم بدوام أَيَّامه من يخلفني فِي تَجْدِيد ذكري بِحَضْرَتِهِ وتكرير اسْمِي فِي مَجْلِسه وَمن يَنُوب عني فِي مزاحمة خدمته على الِاعْتِرَاف بِحَق نعْمَته وَعلمت أَنِّي لَا أستخلف من هُوَ أمس بِهِ رحما وَأقرب مِنْهُ نسبا وَهُوَ أرفع عِنْده موضعا وألطف مِنْهُ موقعا وأخص بِهِ مدخلًا ومخرجا وأشرف بِحَضْرَتِهِ مقَاما وموقفا من الْعلم الَّذِي يزكو عِنْده غراسا فيضعف ريعا ويحلو طعما

ويطيب عرفا وَيحسن إسما

فاخترت لذَلِك هَذَا الْكتاب ثِقَة بوجاهته وعلما بِقرب مَنْزِلَته وَكَيف لَا يكون عِنْده وجيها مكينا ومقبولا قرينا

وَإِنَّمَا هُوَ نتاج تهذيبه وَثَمَرَة تقويمه وجناء تمثيله وريع تحريكه فلولا عنايته لما صدقت النِّيَّة وَلَوْلَا إرشاده لما نفذت الفطنة

وَلَوْلَا معونته لما استجمعت الْآلَة وَمَا يبعد بِهِ عَن إِيثَار

<<  <  ج: ص:  >  >>